الباحث القرآني

فَلَمّا تَقَرَّرَ تَفْصِيلُ الخَبَرِ عَمّا هو سَبَبٌ لِلْإحْياءِ في الجُمْلَةِ؛ فَتَهَيَّأتِ النَّفْسُ لِلِانْتِقالِ مِنهُ إلى الإحْياءِ الحَقِيقِيِّ قِياسًا؛ قالَ (تَعالى): ﴿وإنّا لَنَحْنُ نُحْيِي﴾؛ أيْ: لَنا هَذِهِ الصِّفَةُ عَلى وجْهِ العَظَمَةِ؛ فَنُحْيِي بِها ما نَشاءُ مِنَ الحَيَوانِ؛ بِرُوحِ البَدَنِ؛ ومِنَ الرُّوحِ بِالمَعارِفِ؛ ومِنَ النَّباتِ بِالنُّمُوِّ؛ وإنْ كانَ أحَدُها حَقِيقَةً؛ والآخَرانِ مَجازًا؛ إلّا أنَّ الجَمْعَ بَيْنَهُما جائِزٌ؛ ﴿ونُمِيتُ﴾؛ أيْ: لَنا هَذِهِ الصِّفَةُ؛ فَنُبْرِزُ بِها مِن عَظَمَتِنا ما نَشاءُ؛ ﴿ونَحْنُ الوارِثُونَ﴾؛ أيْ: الإرْثَ التّامَّ؛ إذا ماتَ الخَلائِقُ؛ الباقُونَ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ؛ كَما كُنّا ولا شَيْءَ؛ لَيْسَ لِأحَدٍ فِينا تَصَرُّفٌ بِإماتَةٍ؛ ولا إحْياءٍ؛ فَثَبَتَ بِذَلِكَ الوَحْدانِيَّةُ والفِعْلُ بِالِاخْتِيارِ؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب