الباحث القرآني

ولَمّا كانَتِ العادَةُ قاضِيَةً بِتَفاوُتِ العِلْمِ بِالنِّسْبَةِ إلى السِّرِّ والجَهْرِ، والقُدْرَةِ بِالنِّسْبَةِ إلى المُتَحَفِّظِ بِالحَرَسِ وغَيْرِهِ، أتْبَعَ ذَلِكَ سُبْحانَهُ بِما نُفِيَ هَذا الِاحْتِمالُ عَنْهُ عَلى وجْهِ الشَّرْحِ والبَيانِ لِاسْتِواءِ الغَيْبِ والشَّهادَةِ بِالنِّسْبَةِ إلى عِلْمِهِ فَقالَ: ﴿سَواءٌ مِنكُمْ﴾ أيْ في عِلْمِهِ ﴿مَن أسَرَّ القَوْلَ﴾ أيْ أخْفى مَعْناهُ في نَفْسِهِ ﴿ومَن جَهَرَ بِهِ﴾ وفي عِلْمِهِ (p-٢٩١)”و“ قُدْرَتِهِ ”مَن هو مُسْتَخِفّ“ أيْ مُوجِدُ الخَفاءَ وطالِبٌ لَهُ أشَدَّ طَلَبٍ ﴿بِاللَّيْلِ﴾ في أخْفى الأوْقاتِ فَسارِبٌ أوْ كامِنٌ فِيهِ، يَظُنُّ أنَّ ذَلِكَ الِاسْتِخْفاءَ يُغْنِيهِ مِنَ القُدْرَةِ ”و“ مَن هو ”سارِب“ أيْ ذاهِبٌ عَلى وجْهِهِ الأرْضَ ومُتَوَجِّهٌ جارٍ في تَوَجُّهِهِ إلى قَصْدِهِ بِسُرْعَةٍ ﴿بِالنَّهارِ﴾ مُتَجاهِرٌ بِسُرُوبِهِ فِيهِ، فالآيَةُ مِنَ الِاحْتِباكِ: ذَكَرَ ﴿مُسْتَخْفٍ﴾ أوَّلًا دالٌّ عَلى ضِدِّهِ ثانِيًا، وذَكَرَ ”سارِب“ ثانِيًا دالٌّ عَلى ضِدِّهِ أوْ مِثْلِهِ أوَّلًا
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب