الباحث القرآني

ثُمَّ حَكى جَوابَهُ بِقَوْلِهِ مُسْتَأْنِفًا: ﴿قالَ﴾ أيْ أبُوهم عَلَيْهِ السَّلامُ مُؤَكِّدًا لِكَلامِهِ: ﴿سَوْفَ أسْتَغْفِرُ﴾ أيْ أطْلُبُ أنْ يَغْفِرَ ﴿لَكم رَبِّي﴾ [أيِ] الَّذِي لَمْ يَزَلْ يُحْسِنُ إلَيَّ ويُرَبِّينِي أحْسَنَ تَرْبِيَةٍ، فَهو الجَدِيرُ بِأنْ يَغْفِرَ لِبَنِيَّ حَتّى لا يُفَرِّقَ بَيْنِي وبَيْنَهم في دارِ البَقاءِ؛ والرُّبُوبِيَّةُ: مُلْكٌ هو أتَمُّ المُلْكِ عَلى الإطْلاقِ، وهو مُلْكُ اللَّهِ تَعالى لِإنْشاءِ الأنْفُسِ بِاخْتِراعِها وتَصْرِيفِها أتَمَّ التَّصْرِيفِ مِنَ الإيجادِ والإعْدامِ والتَّقْلِيبِ مِن حالٍ إلى حالٍ في جَمِيعِ الأُمُورِ مِن غَيْرِ تَعَبٍ؛ ثُمَّ عَلَّلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿إنَّهُ هُوَ﴾ أيْ وحْدَهُ ﴿الغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ كُلُّ (p-٢١٦)ذَلِكَ تَسْكِينًا لِقُلُوبِهِمْ وتَصْحِيحًا لِرَجائِهِمْ لِيَقْوى أمَلُهُمْ، فَيَكُونُ تَعالى عِنْدَ ظَنِّهِمْ بِتَحْقِيقِ الإجابَةِ وتَنْجِيزًا لِطَلَبِهِ؛ ولَعَلَّهُ عَبَّرَ بِـ ”سَوْفَ“ لِتَقْدِيمِ هاتَيْنِ الجُمْلَتَيْنِ عَلى المَسْألَةِ لِما ذَكَرَتْهُ مِنَ الأغْراضِ، وقِيلَ: لِأنَّهُ أخَّرَ الدُّعاءَ إلى صَلاةِ اللَّيْلِ، وقِيلَ: إلى لَيْلَةِ الجُمْعَةِ؛ وقِيلَ: يُؤْخَذُ مِنها أنَّ طَلَبَ الحَوائِجِ إلى الشَّبابِ أسْهَلُ مِنهُ إلى الشُّيُوخِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب