الباحث القرآني

(p-٢١٥)ولَمّا كانَ ذَلِكَ تَشَوَّفَتِ النَّفْسُ إلى عِلْمِ ما يَقَعُ بَيْنَهُ وبَيْنَ أوْلادِهِ في ذَلِكَ، فَدَفَعَ عَنْها هَذا العَناءَ بِقَوْلِهِ: ﴿قالُوا يا أبانا﴾ مُنادِينَ بِالأداةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلى الِاهْتِمامِ العَظِيمِ بِما بَعْدَها لِما لَهُ مِن عَظِيمِ الوَقْعِ: ﴿اسْتَغْفِرْ﴾ أيِ اطْلُبْ مِنَ اللَّهِ أنْ يَغْفِرَ ﴿لَنا ذُنُوبَنا﴾ ورَدَّ كُلَّ ضَمِيرٍ مِن هَذِهِ الضَّمائِرِ إلى صاحِبِهِ في غايَةِ الوُضُوحِ، فَلِذَلِكَ لَمْ يُصَرِّحْ بِصاحِبِهِ. ولَمّا سَألُوهُ الِاسْتِغْفارَ لِذُنُوبِهِمْ، عَلَّلُوهُ بِالِاعْتِرافِ بِالذَّنْبِ، لِأنَّ الِاعْتِرافَ شَرْطُ التَّوْبَةِ - كَما قالَ ﷺ: «إنَّ العَبْدَ إذا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تابَ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِ» فَقالُوا مُؤَكِّدِينَ تَحْقِيقًا لِلْإخْلاصِ في التَّوْبَةِ: ﴿إنّا كُنّا خاطِئِينَ﴾ أيْ مُتَعَمِّدِينَ لِلْإثْمِ بِما ارْتَكَبْنا في أمْرِ يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب