الباحث القرآني

﴿ولَمّا فَصَلَتِ العِيرُ﴾ مِنَ العَرِيشِ آخِرَ بِلادِ مِصْرَ إلى بِلادِ الشّامِ ﴿قالَ أبُوهُمْ﴾ لِوَلَدِ ولَدِهِ ومَن حَوْلَهُ مِن أهْلِهِ، مُؤَكِّدًا لِعِلْمِهِ أنَّهم يُنْكِرُونَ قَوْلَهُ: ﴿إنِّي لأجِدُ﴾ أيْ لِأقُولَ: إنِّي لَأجِدُ ﴿رِيحَ يُوسُفَ﴾ وصَدَّهم عَنْ مُواجَهَتِهِ بِالإنْكارِ بِقَوْلِهِ: ﴿لَوْلا أنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [أيْ] لَقُلْتُ غَيْرَ مُسْتَحٍ ولا مُتَوَقِّفٍ، لِأنَّ التَّفْنِيدَ لا يَمْنَعُ الوِجْدانَ، وهو كَما تَقُولُ لِصاحِبِكَ: لَوْلا أنْ تَنْسِبَنِي إلى الخِفَّةِ لَقُلْتُ كَذا، أيْ إنِّي قائِلٌ بِهِ مَعَ عِلْمِي بِأنَّكَ لا تُوافِقُنِي عَلَيْهِ، ”وفَصْلٌ“ هُنا لازِمٌ يُقالُ: فَصَلَ مِنَ البَلَدِ يَفْصِلُ فُصُولًا، والفَصْلُ: القَطْعُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ بِحاجِزٍ، والوِجْدانُ: ظُهُورٌ مِن جِهَةِ إدْراكٍ يَسْتَحِيلُ مَعَهُ انْتِفاءُ الشَّيْءِ، والرِّيحُ: عَرَضٌ يُدْرَكُ بِحاسَّةِ الأنْفِ أيِ الشَّمِّ، والتَّفْنِيدِ: تَضْعِيفُ الرَّأْيِ بِالنِّسْبَةِ إلى الفَنَدِ، وهو الخَوْفُ وإنْكارُ العَقْلِ مِن هَرِمَ، يُقالُ: شَيْخٌ مُفَنِّدٌ، ولا يُقالُ: عَجُوزٌ مُفَنِّدَةٌ، لِأنَّها لَمْ تَكُنْ في شَبِيبَتِها ذاتَ رَأْيٍ فَيُفَنِّدُها كِبْرُها؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب