الباحث القرآني

فَأجابُوهُ إلى ما أرادَ. فَتَوَجَّهُوا إلى مِصْرَ لِذَلِكَ ولِقَصْدِ المِيرَةِ لَمّا كانَ اشْتَدَّ بِهِمْ مِنَ القَحْطِ، وقَصَدُوا العَزِيزَ؛ وقَوْلُهُ: ﴿فَلَمّا دَخَلُوا عَلَيْهِ﴾ بِالفاءِ يَدُلُّ عَلى أنَّهم أسْرَعُوا الكَرَّةَ في هَذِهِ المَرَّةِ ”قالُوا“ مُنادِينَ بِالأداةِ الَّتِي تُنَبِّهُ عَلى أنَّ ما بَعْدَها لَهُ وقْعٌ عَظِيمٌ ﴿يا أيُّها العَزِيزُ﴾ ولَمّا تَلَطَّفُوا بِتَعْظِيمِهِ، تَرَقَّقُوا بِقَوْلِهِمْ: ﴿مَسَّنا﴾ أيْ أيَّتُها العِصابَةُ الَّتِي تَراها ﴿وأهْلَنا﴾ أيِ الَّذِينَ تَرَكْناهم في بِلادِنا ﴿الضُّرُّ﴾ أيْ لابَسَنا (p-٢٠٥)مُلابَسَةً نُحِسُّها ﴿وجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ﴾ أيْ تافِهَةً غَيْرَ مَرْغُوبٍ فِيها بِوَجْهٍ، ثُمَّ سَبَّبُوا عَنْ هَذا الِاعْتِرافِ - لِأنَّهُ أقْرَبُ إلى رَحْمَةِ أهْلِ الكَرَمِ - قَوْلُهُمْ: ﴿فَأوْفِ لَنا﴾ أيْ شَفَقَةً عَلَيْنا بِسَبَبِ ضَعْفِنا ﴿الكَيْلَ وتَصَدَّقْ﴾ أيْ تَفْضِيلُ ﴿عَلَيْنا﴾ زِيادَةٌ عَلى الوَفاءِ كَما عَوَّدْتَنا بِفَضْلٍ تَرْجُو ثَوابَهُ. ولَمّا رَأوْا أفْعالَهُ تَدُلُّ عَلى تَمَسُّكِهِ بِدِينِ اللَّهِ، عَلَّلُوا ذَلِكَ بِقَوْلِهِمْ: ﴿إنَّ اللَّهَ﴾ أيِ الَّذِي لَهُ الكَمالُ كُلُّهُ ﴿يَجْزِي المُتَصَدِّقِينَ﴾ أيْ مُطْلَقًا وإنْ أظْهَرْتَ - بِما أفادَ الإظْهارَ - وإنْ كانَتْ عَلى غَنِيٍّ قَوِيٍّ، فَكَيْفَ إذا كانَتْ عَلى أهْلِ الحاجَةِ والضَّعْفِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب