الباحث القرآني

ولَمّا أخْبَرَهم عَلَيْهِ السَّلامُ أنَّ عِلْمَهُ فَوْقَ عِلْمِهِمْ، أتْبَعَهُ اسْتِئْنافًا ما يَدُلُّ عَلَيْهِ فَقالَ: ﴿يا بَنِيَّ اذْهَبُوا﴾ ثُمَّ سَبَّبَ عَنْ [هَذا] الذَّهابِ (p-٢٠٤)وعَقَّبَ بِهِ قَوْلَهُ: ﴿فَتَحَسَّسُوا﴾ أيْ بِجَمِيعِ جُهْدِكم ﴿مِن يُوسُفَ وأخِيهِ﴾ أيِ اطْلُبُوا مِن أخْبارِهِما بِحَواسِّكم لَعَلَّكم تَظْفَرُونَ بِهِما، وهَذا يُؤَكِّدُ ما تَقَدَّمَ مِنَ احْتِمالِ ظَنِّهِ أنَّ فاعِلَ ذَلِكَيُوسُفُ - عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ. ولَمّا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهم مِنَ العِلْمِ ما عِنْدَهُ، قالَ: ﴿ولا تَيْأسُوا﴾ أيْ تَقْنَطُوا ﴿مِن رَوْحِ اللَّهِ﴾ أيِ الَّذِي لَهُ الكَمالُ كُلُّهُ؛ والرُّوحُ - قالَ الرُّمّانِيُّ - يَقَعُ بِرِيحٍ تَلَذُّ، وكَأنَّ هَذا أصْلُهُ فالمُرادُ: مِن رَحْمَتِهِ وفَرَجِهِ وتَيْسِيرِهِ ولُطْفِهِ في جَمْعِ الشَّتاتِ وتَيْسِيرِ المُرادِ؛ ثُمَّ عَلَّلَ هَذا النَّهْيَ بِقَوْلِهِ: ﴿إنَّهُ لا يَيْأسُ﴾ أيْ لا يَقْنَطُ ﴿مِن رَوْحِ اللَّهِ﴾ أيِ الَّذِي لَهُ جَمِيعُ صِفاتِ الجَلالِ والإكْرامِ ﴿إلا القَوْمُ﴾ أيِ الَّذِينَ لَهم قُوَّةُ المُحاوَلَةِ ﴿الكافِرُونَ﴾ أيِ العَرِيقُونَ في الكُفْرِ،
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب