الباحث القرآني

فَكَأنَّهُ قِيلَ: فَما قالُ إخْوَةُ يُوسُفَ ؟ قِيلَ: ﴿قالُوا﴾ قَوْلُ البَرِيءِ ﴿تاللَّهِ﴾ أيِ المَلِكِ الأعْظَمِ فَأقْسَمُوا قَسَمًا مَقْرُونًا بِالتّاءِ، لِأنَّها يَكُونُ فِيها التَّعَجُّبُ غالِبًا، قالَ الرُّمّانِيُّ: لِأنَّها لَمّا كانَتْ نادِرَةً في أدَواتِ القَسَمِ جُعِلَتْ لِلنّادِرِ مِنَ المَعانِي، [و النّادِرُ مِنَ المَعانِي] يَتَعَجَّبُ مِنهُ، وقالَ: إنَّها بَدَلٌ مِنَ الواوِ، (p-١٧١)و[الواوُ] بَدَلٌ مِنَ الباءِ، فَهي بَدَلٌ مِن بَدَلٍ، فَلِذَلِكَ ضَعُفَتْ عَنِ التَّصْرِيفِ في سائِرِ الأسْماءِ، ثُمَّ أكَّدُوا بَراءَتَهم بِقَوْلِهِمْ: ﴿لَقَدْ عَلِمْتُمْ﴾ أيْ بِما جَرَّبْتُمْ مِن أمانَتِنا قَبْلَ هَذا في كَرَّتَيْ مَجِيئِنا ﴿ما جِئْنا﴾ وأكَّدُوا النَّفْيَ بِاللّامِ فَقالُوا: ”لِنُفْسِدَ“ أيْ نُوقِعَ الفَسادَ ﴿فِي الأرْضِ﴾ ”و“ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ”ما كُنّا“ [أيْ بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ] ﴿سارِقِينَ﴾ أيْ مَوْصُوفِينَ بِهَذا الوَصْفِ قَطُّ، بِما رَأيْتُمْ مِن أحْوالِنا: مَن رَدَّنا بِضاعَتَنا الَّتِي وجَدْناها في رِحالِنا وغَيْرِ ذَلِكَ مِمّا عايَنْتُمْ مِن شَرَفِ فِعالِنا مَعَ عِلْمِنا بِأنَّها خَلْقٌ لَنا لا تُصْنَعَ يَظْهَرُ لِبَعْضِ الأذْكِياءِ بِأدْنى تَأمُّلٍ،
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب