الباحث القرآني

ولَمّا كانَ المَعْنى في قُوَّةِ أنْ يُقالَ: فَطَلَبُوا مِنهُ المِيرَةَ فَباعَهم بَعْدَ أنِ اسْتَخْبَرَهم عَنْ أمْرِهِمْ، وقالَ لَهُمْ: لَعَلَّكم جَواسِيسُ؟ وسَألَهم عَنْ جَمِيعِ حالِهِمْ. فَأخْبَرُوهُ بِأبِيهِمْ وأخِيهِمْ مِنهُ، لِيَعْلَمَ صَلاحَهم ولا يَظُنَّ أنَّهم جَواسِيسُ، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ: ﴿ولَمّا جَهَّزَهُمْ﴾ أيْ يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ﴿بِجَهازِهِمْ﴾ الَّذِي جاءُوا لَهُ وقَدْ أحْسَنَ إلَيْهِمْ؛ والجِهازُ: فاخِرُ المَتاعِ الَّذِي يُحْمَلُ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ ”قالَ“ أيْ لَهم ﴿ائْتُونِي﴾ أيُّها العِصابَةُ ﴿بِأخٍ لَكُمْ﴾ كائِنٌ ﴿مِن أبِيكُمْ﴾ يَأْتِي بِرِسالَةٍ مِن أبِيكُمُ الرَّجُلُ الصّالِحُ حَتّى أُصَدِّقَكُمْ، أوْ أنَّهم طَلَبُوا مِنهُ لِأخِيهِمْ حَمْلًا، فَأظْهَرَ أنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ، وطَلَبَ إحْضارَهُ لِيُعْطِيَهُ، فَإنَّهُ كانَ يُوَزِّعُ الطَّعامَ عَلى قَدْرِ الكِفايَةِ؛ ثُمَّ رَغَّبَهم بِإطْماعِهِمْ في مِثْلِ ما فَعَلَ بِهِمْ مِنَ الإحْسانِ، وكانَ قَدْ أحْسَنَ نُزُلَهُمْ، فَقالَ مُقَرِّرًا لَهم [بِما رَأوْا مِنهُ]: (p-١٤٧)﴿ألا تَرَوْنَ﴾ أيْ تَعْلَمُونَ عِلْمًا هو كالرُّؤْيَةِ ﴿أنِّي أُوفِي الكَيْلَ﴾ أيْ أُتِمُّهُ دائِمًا عَلى ما يُوجِبُهُ الحَقُّ ﴿وأنا خَيْرُ المُنْـزِلِينَ﴾ أضَعُ الشَّيْءَ في أُولى مَنازِلِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب