الباحث القرآني
﴿وقالَ المَلِكُ﴾ أيِ الَّذِي العَزِيزُ في خِدْمَتِهِ ﴿ائْتُونِي بِهِ﴾ لِأسْمَعَ ذَلِكَ مِنهُ وأُكْرِمَهُ، فَأتاهُ الرَّسُولُ لِيَأْتِيَ بِهِ إلى المَلِكِ ﴿فَلَمّا جاءَهُ﴾ أيْ يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عَنْ قُرْبٍ مِنَ الزَّمانِ ﴿الرَّسُولُ﴾ بِذَلِكَ وهو السّاقِي ﴿قالَ﴾ لَهُ يُوسُفُ: ﴿ارْجِعْ إلى رَبِّكَ﴾ أيْ سَيِّدِكَ المَلِكِ ﴿فاسْألْهُ﴾ بِأنْ تَقُولَ لَهُ مُسْتَفْهِمًا ﴿ما بالُ النِّسْوَةِ﴾ ولَوَّحَ بِمَكْرِهِنَّ بِهِ ولَمْ يُصَرِّحْ، ولا ذَكَرَ امْرَأةَ العَزِيزِ كَرَمًا وحَياءً فَقالَ: ﴿اللاتِي قَطَّعْنَ أيْدِيَهُنَّ﴾ أيْ ما خَبَرُهُنَّ في مَكْرِهِنَّ الَّذِي (p-١١٦)خالَطَنِي، فاشْتَدَّ بِهِ بَلائِي فَإنَّهُنَّ يَعْلَمْنَ أنَّ امْرَأةَ العَزِيزِ ما دَعَتْهُنَّ إلّا بَعْدَ شَهادَتِهِنَّ بِأنَّها راوَدَتْنِي، ثُمَّ اعْتَرَفَتْ لَهُنَّ بِأنَّها راوَدَتْنِي، وأنِّي عَصَيْتُها أشَدَّ عِصْيانٍ، فَإذا سَألَهُنَّ بانَ الحَقُّ، فَإنَّ رَبَّكَ جاهِلٌ بِأمْرِهِنَّ.
ولَمّا كانَ هَذا مَوْطِنًا يَسْألُ فِيهِ عَنْ عِلْمِ رَبِّهِ سُبْحانَهُ لِذَلِكَ، قالَ مُسْتَأْنِفًا مُؤَكِّدًا لِأنَّهم عَمِلُوا في ذَلِكَ الأمْرِ بِالجَهْلِ عَمَلَ المُكَذِّبِ بِالحِسابِ الَّذِي هو نَتِيجَةُ العِلْمِ: ﴿إنَّ رَبِّي﴾ أيِ المُدَبِّرُ لِي والمُحْسِنُ إلَيَّ بِكُلِّ ما أتَقَلَّبُ فِيهِ مِن شِدَّةٍ ورَخاءٍ ﴿بِكَيْدِهِنَّ﴾ لِي حِينَ دَعَوْنَنِي إلى طاعَةِ امْرَأةِ العَزِيزِ ﴿عَلِيمٌ﴾ وأنا لا أخْرُجُ مِنَ السِّجْنِ حَتّى يَعْلَمَ رَبُّكَ ما خَفَيَ عَنْهُ أمْرَهُنَّ الَّذِي عَلِمَهُ رَبِّي، لِتَظْهَرَ بَراءَتِي عَلى رُءُوسِ الأشْهادِ مِمّا وصَمُونِي بِهِ مِنَ السِّجْنِ الَّذِي مِن شَأْنِهِ أنْ لا يَكُونَ إلّا عَنْ جُرْمٍ، وإنْ لَمْ تَظْهَرْ بَراءَتِي لَمْ يَنْقَطِعْ عَنِّي كَلامُ الحاسِدِينَ، ويُوشِكُ أنْ يَسْعَوْا في حَطِّ مَنزِلَتِي عِنْدَ المَلِكِ، ولِئَلّا يَقُولُوا: ما لَبِثَ هَذا السَّجْنَ إلّا لِذَنْبٍ عَظِيمٍ فَيَكُونُ في ذَلِكَ نَوْعٌ مِنَ العارِ لا يَخْفى، وفي هَذا دَلِيلٌ عَلى أنَّ السَّعْيَ في بَراءَةِ العَرْضِ حَسَنٌ، بَلْ واجِبٌ، وأخْرَجَ الكَلامَ عَلى سُؤالِ المَلِكِ عَنْ أمْرِهِنَّ - لا عَلى سُؤالِهِ [فِي] أنْ يَفْحَصَ عَنْ أمْرِهِنَّ - لِأنَّ سُؤالَ الإنْسانِ عَنْ عِلْمٍ ما لَمْ يَعْلَمْ يُهَيِّجُهُ (p-١١٧)ويُلْهِبُهُ إلى البَحْثِ عَنْهُ، بِخِلافِ سُؤالِهِ في أنْ يُفَتِّشَ لِغَيْرِهِ، لِيَعْلَمَ ذَلِكَ الغَيْرُ، فَأرادَ بِذَلِكَ حَثَّهُ لِأنْ يَجِدَ في السُّؤالِ حَتّى يَعْلَمَ الحَقَّ، لِيَقْبَلَ بَعْدَ ذَلِكَ جَمِيعَ ما حَدَّثَهُ بِهِ؛ والكَيْدُ: الِاحْتِيالُ في إيصالِ الضَّرَرِ.
وإنَّما فُسِّرَتْ ”بالُ“ بِذَلِكَ لِأنَّ مادَّتَهُ - يائِيَّةٌ بِتَراكِيبِها الخَمْسَةِ: بَلى، وبَيَلَ، ولَبّى، ولَيَبَ، ويَلَبَ، وواوِيَّةٌ بِتَراكِيبِها السِّتَّةِ: بَوَلَ، وبَلَوَ، ووَلَبَ، ووَبَلَ، ولَوَبَ، ولَبَوَ، ومَهْمُوزَةٌ - بِتَراكِيبِها الأرْبَعَةِ: لَبَأ، وبَألَ، وأبَلَ وألَبَ - تَدُورُ عَلى الخُلْطَةِ المُحِيلَةِ المُمِيلَةِ، وكَأنَّ حَقِيقَتَها [البَلاءُ] بِمَعْنى الِاخْتِبارِ والِامْتِحانِ والتَّجْرِبَةِ، ويَكُونُ في الخَيْرِ والشَّرِّ، أيْ خالَطَهُ بِشَيْءٍ يَعْرِفُ مِنهُ خَفِيَّ أمْرِهِ؛ قالَ القَزّازُ: والفِتْنَةُ تَكُونُ في الشَّرِّ خاصَّةً، والبَلاءُ: النِّعْمَةُ، مِن قَوْلِكَ: أبْلَيْتُهُ خَيْرًا - إذا اصْطَنَعْتَهُ عِنْدَهُ، وقَدْ تَقَدَّمَ في [سُورَةِ الأنْفالِ] شَيْءٌ مِن مَعانِي المادَّةِ، وناقَةٌ بَلَوَ سَفَرٍ وبَلى سَفَرٍ - إذا أنَضاها السَّفَرُ، وإذا كانَتْ قَوِيَّةً عَلَيْهِ، والبَلْوى: البَلِيَّةُ، وأبْلَيْتُ فُلانًا عُذْرًا، أيْ جِئْتُ فِيما بَيْنِي وبَيْنَهُ ما لا لَوْمَ فِيهِ، أيْ خالَطْتُهُ بِشَيْءٍ أزالَ اللَّوْمَ، والبَلِيَّةُ: دابَّةٌ كانَتْ تُشَدُّ في الجاهِلِيَّةِ عِنْدَ قَبْرِ صاحِبِها ولا تُعْلَفُ ولا تُسْقى حَتّى تَمُوتَ، ويُقالُ: النّاسُ بِذِي بَلى وبِذِي بَلِيانِ، أيْ مُتَفَرِّقِينَ، كَأنَّ حَقِيقَتَهُ أنَّهُ حَلَّ (p-١١٨)بِهِمْ صاحِبُ خُلْطَةٍ شَدِيدَةٍ فَرَّقَتْ بَيْنَهُمْ، وبِلى الشَّيْءِ - بِالكَسْرِ بَلى مَقْصُورًا وبَلاءٌ مَمْدُودًا - إذا فَنى وعَطَبَ، وبُلِيَ فُلانٌ بِكَذا - مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، وابْتَلى بِهِ - إذا أصابَهُ ذَلِكَ؛ والبَوْلُ: ولَدُ الرَّجُلِ، والعَدَدُ الكَثِيرُ، والِانْفِجارُ، وضِدُّ الغائِطِ، ولا رَيْبَ أنَّ كُلًّا مِن ذَلِكَ إذا خالَطَهُ الحَيَوانُ أحالَ حالَهُ؛ والبالُ: الِاكْتِراثُ والفِكْرُ والهَمُّ، ومِن ذَلِكَ عِنْدِي: ما بالَيْتُ بِهِ: لَمْ أكْتَرِثْ بِهِ، وكَذا ما أُبالِيهِ بالَةً، وهي مَصْدَرٌ مِنهُ، ولَمْ أُبالِ بِهِ، ولَمْ أبُلْ، ولَكِنَّهم قَلَبُوهُ مِن: باوَلْتُ بِهِ، لِئَلّا يَلْتَبِسَ بِالبَوْلِ - واللَّهُ أعْلَمُ، وحَقِيقَتُهُما: ما اسْتَعْمَلْتُ بالِي الَّذِي هو فِكْرِي فِيهِ وإنْ أعْمَلَ هو فِكْرَهُ في أمْرِي، أيْ إنَّهُ أقَلُّ مِن أنْ يُفَكِّرَ في أمْرِهِ، ومِنَ المَعْلُومِ أنَّ الفِكْرَ مَحَلُّ الخُلْطَةِ المُمِيلَةِ، والبالُ: المُرُّ الَّذِي يَعْتَمِلُ بِهِ في أرْضِ الزَّرْعِ - لِمَشَقَّةِ العَمَلِ بِهِ، والبالُ: سَمَكَةٌ غَلِيظَةٌ تُسَمّى جَمَلُ البَحْرِ - لِأنَّ مَن خالَطَتْهُ أحالَتْ أمْرَهُ، والبالُ: رَخاءُ العَيْشِ، والحالُ، والبالَةُ: القارُورَةُ - كَأنَّها مِنَ البَوْلِ، (p-١١٩)والجِرابِ، ووِعاءِ الطِّيبِ، والوَلَبُ: الوَصْلُ، ولُبْتُ الشَّيْءَ: وصَلْتُهُ، ووَلَبَ هُوَ: وصَلَ ودَخَلَ وأسْرَعَ، والَوالِبُ: الذّاهِبُ في وجْهِهِ - كَأنَّهُ خالَطَهُ مِنَ الهَمِّ ما حَمَلَهُ عَلى ذَلِكَ، ووَلَبَ الزَّرْعُ - إذا صارَتْ لَهُ والِبَةٌ، وهي أفْراخٌ تَوَلَّدَتْ مِن أُصُولِهِ، والوالِبَةُ: نَسْلُ القَوْمِ، ونَسْلُ المالِ، والوالِبَةُ: سَرِيعُ النَّباتِ؛ ولابَ يَلُوبُ - إذا عَطِشَ، واللّابَّةُ: الحُرَّةُ، وهي مَكانٌ ذُو حِجارَةٍ سُودٍ كَبِيرَةٍ مُتَّصِلَةٍ صَلْبَةٍ حَسَنَةٍ، فَمَن خالَطَها أتْعَبَتْهُ وأعْطَشَتْهُ، وبِها سُمِّيَتِ الإبِلُ السُّودُ المُجْتَمِعَةُ، والصَّمّانُ، واللّابَةُ: شَقْشَقَةُ البَعِيرِ، وهي شَيْءٌ كالرِّئَةِ يُخْرِجُهُ البَعِيرُ مِن فِيهِ إذا هاجَ - كَأنَّها هي الَّتِي أهاجَتْهُ، والمَلابُ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ، والزَّعْفَرانِ، والمُلَوَّبُ - كَمُعَظَّمٍ - مِنَ الحَدِيدِ: المَلْوى، واللُّوبُ - بِالضَّمِّ: البِضْعَةُ الَّتِي تَدُورُ في القَدِّ - لِأنَّها تُغَيِّرُ ما في القِدْرِ بِدَوَرانِها، [واللُّوابُ] أيْضًا: اللُّعابُ، والأبُ: عَطِشَتْ إبِلُهُ، واللَّبْوَةُ: أُنْثى الأسَدِ؛ والوابِلُ: المَطَرُ الكَثِيرُ الشَّدِيدُ الوَقْعُ الضَّخْمُ القَطْرِ، والوابِلَةُ: نَسْلُ الإبِلِ (p-١٢٠)والغَنَمِ، ورَأْسِ العَضُدِ الَّذِي في الحَقِّ، وما التَفَّ مِن لَحْمِ الفَخْذِ، والمُوابَلَةُ: المُواظَبَةُ، والمِيبَلُ: ضَفِيرَةٌ مِن قَدٍّ مُرَكَّبَةٌ في عُودٍ تُضْرَبُ بِهِ الإبِلُ، وُوبِلَ الصَّيْدُ: طَرْدٌ حَثِيثٌ شَدِيدٌ، بِالنَّعْجَةِ وبَلَّةٌ شَدِيدَةٌ - إذا أرادَتِ الفَحْلَ، والوَبالُ: الشِّدَّةُ وسُوءُ العاقِبَةِ، وهو مِنَ الشَّدَّةِ والثِّقَلِ، وأصابَهُ وبَلُ الجُوعِ، أيْ جُوعٌ شَدِيدٌ، والوَبِيلُ: المَرْعى الوَخِيمُ، واسْتَوْبَلَتِ الأرْضُ - إذا لَمْ تُوافِقُكَ في مَطْعَمِكَ وإنْ كُنْتَ مُحَبًّا لَها، وهي مِنَ الوَبِيلِ - لِلطَّعامِ الَّذِي لا يَشْتَهِي، والوَبِيلُ مِنَ العُقُوبَةِ: الشَّدِيدَةُ، وهو أيْضًا العَصا، وخَشَبَةُ القِصارِ الَّتِي يَدُقُّ بِها الثِّيابَ بَعْدَ الغَسْلِ، وخَشَبَةٌ صَغِيرَةٌ يَضْرِبُ بِها النّاقُوسُ، والحُزْمَةُ مِنَ الحَطَبِ؛ وبَلى: حَرْفٌ يُجابُ بِها الِاسْتِفْهامُ الدّاخِلُ عَلى كَلامٍ مَنفِيٍّ فَتُحِيلُهُ إلى الإثْباتِ بِخِلافِ ”نَعَمْ“ فَإنَّهُ يُجابُ بِها الكَلامُ المُوجِبُ، وتَأْتِي ”بَلى“ في النَّفْيِ مِن غَيْرِ اسْتِفْهامٍ، يُقالُ: ما أعْطَيْتَنِي دِرْهَمًا، فَتَقُولُ: بَلى؛ ولِبى مِنَ الطَّعامِ - كَرِضى: أكْثَرُ مِنهُ، واللُّبايَةُ - بِالضَّمِّ: شَجَرُ الأمْطى؛ واللَّيابُ - بِتَقْدِيمِ التَّحْتانِيَّةِ وُزْنُ سَحابٍ: أقَلُّ مِن مِلْءِ الفَمِ؛ واليَلَبُ - (p-١٢١)مُحَرَّكَةٌ: التِّرْسَةُ، ويُقالُ: الدَّرَقُ، والدُّرُوعُ مِنَ الجُلُودِ، أوْ جُلُودُ يَخْرُزُ بَعْضُها إلى البَعْضِ، تَلْبَسُ عَلى الرُّؤُوسِ خاصَّةً، والعَظِيمُ مِن كُلِّ شَيْءٍ، والجِلْدُ؛ والأبِيلُ - كَأمِيرٍ: العَصا، والحَزِينُ - بِالسُّرْيانِيَّةِ، ورَئِيسُ النَّصارى، أوِ الرّاهِبُ، أوْ صاحِبُ النّاقُوسِ، صَنِيعٌ مُخْتَصَرُ العَيْنِ يَقْتَضِي أنَّ هَمْزَتَهُ زائِدَةٌ، وصَنِيعُ القامُوسِ أنَّها أصْلِيَّةٌ، وعَلى كِلا التَّقْدِيرَيْنِ هو مِن مَدارِ المادَّةِ، فَإنَّ مَن خالَطَتْهُ العَصا غَيَّرَتْهُ، وكَذا الرَّئِيسُ؛ ومِن مَهْمُوزَةُ اللِّبَأِ - كَضِلْعٍ: أوَّلُ اللَّبَنِ، وهو أحَقُّ الأشْياءِ بِالإحالَةِ، وألْبَأ الفَصِيلُ: شِدَّةٌ إلى رَأْسِ الخَلَفِ - أيْ حَلَمَةُ ضَرْعِ النّاقَةِ - لِيَرْضَعَ اللِّبَأ، ولَبَأتْ وهي مُلْبِئٌ: وقَعَ اللِّبَأُ في ضَرْعِها، ولا يَكُونُ ذَلِكَ إلّا بِما يُخالِطُها، فَيُحِيلُ ذَلِكَ مِنها، واللَّبْءُ - بِالفَتْحِ: أوَّلُ السَّقْيِ، وهو أشَدُّ مِمّا في الأثْناءِ في الخَلْطَةِ والإحالَةِ، وبَهاءٌ: الأسْدَةُ، وخَلْطَتُها مُحِيلَةٌ لِلذُّكُورِ مِن نَوْعِها، ولِغَيْرِها بِالنَّفْرَةِ مِنها، وكَذا اللَّبْوَةُ - (p-١٢٢)بِالواوِ، وعِشارٌ مُلابِيٌ - كَمَلاقِحَ: دَنا نِتاجُها، وهو واضِحٌ في الإحالَةِ: ولَبَأتِ الشّاةُ ولَدَها وألْبَأتْهُ: أرْضَعَتْهُ اللِّبَأ، ولَبَأتِ الشّاةُ والتَبَأتْها: حَلَبَتْ لَبْأها؛ والبَئِيلُ - كَأمِيرٍ: الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ، بَؤُلَ - كَكَرُمَ، ويُقالُ ضَئِيلٌ بَئِيلٌ؛ والإبْلُ - بِكَسْرَتَيْنِ وتَسْكُنُ الباءُ - مَعْرُوفٌ، واحِدٌ يَقَعُ عَلى الجَمْعِ، لَيْسَ بِجَمْعٍ ولا اسْمَ جَمْعٍ، جَمْعُهُ آبالٌ، الإحالَةُ في خَلْطَتِها بِالرُّكُوبِ والحَمْلِ وغَيْرِهِ واضِحَةٌ، والإبِلُ: السَّحابُ الَّذِي يَحْمِلُ ماءَ المَطَرِ، وهو ظاهِرٌ في ذَلِكَ، وتَأبَّلَ عَنِ امْرَأتِهِ: امْتَنَعَ عَنْ غِشْيانِها - مِنَ الإزالَةِ، ونَسَكَ: أيِ امْتَنَعَ عَنْ خَلْطَةِ الدُّنْيا المُحِيلَةِ، وبِالعَصا: [ضَرْبٌ]، ومَن خالَطَتْهُ العَصا أحالَتْهُ، وأبَلَ العُشْبُ أُبُولًا: طالَ، فاسْتَمْكَنَ مِنهُ الإبِلُ، وهو ظاهِرٌ في الإحالَةِ، والإبالَةُ - كالإجّانَةِ: القِطْعَةُ مِنَ الطَّيْرِ والخَيْلِ والإبِلِ [أوِ] المُتَتابِعَةُ مِنها، مَن نَظَرَ شَيْئًا مِن ذَلِكَ أحالَهُ عَنْ حالِهِ، وكَأمِيرٍ: العَصا، ورَئِيسِ النَّصارى، أوِ الرّاهِبِ، أوْ صاحِبِ النّاقُوسِ، وكُلُّ ذَلِكَ واضِحٌ في الإحالَةِ، والأبُلُ - بِالضَّمِّ الباءُ: (p-١٢٣)الحُزْمَةُ مِنَ الحَشِيشِ، وخَلْطَتُها مُحِيلَةٌ لِما يَأْكُلُها، والإبالَةُ - كَكِتابَةٍ: السِّياسَةُ، وهي في غايَةِ الإحالَةِ لِمَن خُولِطَ بِها، والأبْلَةُ - كَفَرْحَةٍ: الحاجَةُ والطُّلْبَةُ، وهي مَعْرُوفَةٌ في ذَلِكَ، والمُبارَكَةُ في الإبِلِ، وإنَّهُ لا يَأْتَبِلُ: لا يُثْبِتُ عَلى رَعِيَّةِ الإبِلِ ولا يُحْسِنُ مِهْنَتَها، أوْ لا يَثْبُتُ عَلَيْها راكِبًا، أيْ إنَّهُ سَرِيعُ التَّأثُّرِ والإحالَةُ مَن خَلَطَتْها، وتَأْبِيلُ الإبِلِ: تَسْمِينُها، أيْ مُخالَطَتُها بِما أحالَها، والإبْلَةُ - بِالكَسْرِ: العَداوَةُ، وإحالَتُها مَعْرُوفَةٌ، بِالضَّمِّ - العاهَةُ، وهي كَذَلِكَ، وبِالفَتْحِ أوْ بِالتَّحْرِيكِ: الثِّقَلُ والوَخامَةُ والإثْمُ كَذَلِكَ، وتَأْبِيلُ المَيِّتِ: تَأْبِينُهُ، أيِ الثَّناءُ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وهو يُهَيِّجُ الحُزْنَ عَلَيْهِ، وجاءَ في إبالَتِهِ - بِالكَسْرِ، وأُبُّلْتُهُ - بِضَمَّتَيْنِ مُشَدَّدَةٍ: أصْحابُهُ، ولا شَكَّ أنَّ مَن جاءَ كَذَلِكَ أحالَ مَن أتاهُ، وضَغَثَ عَلى إبّالَةٍ كَإجّانَةٍ ويُخَفِّفُ: بَلِيَةٌ عَلى أُخْرى، أوْ خِصَّبٌ عَلى خِصْبٍ - كَأنَّهُ ضِدٌّ، وهو واضِحُ الإحالَةِ، وأبِلَتِ الإبِلُ تَأْبُلُ وتَأْبُلُ أُبُولًا وأبِلًا: جَزَأتْ - أيِ اكْتَفَتْ - بِالرَّطْبِ عَنِ الماءِ، والرُّطُبُ بِضَمَّتَيْنِ: الأخْضَرُ مِنَ البَقْلِ والشَّجَرِ أوْ جَماعَةٍ العُشْبِ الأخْضَرِ، والأُبُولُ: (p-١٢٤)الإقامَةُ في المَرْعى، ولا شَكَّ [فِي] أنَّ مَن خالَطَهُ ذَلِكَ أحالَهُ؛ وألَّبَ إلَيْهِ القَوْمُ: أتَوْهُ مِن كُلِّ جانِبٍ، وذَلِكَ مُحِيلٌ، وألَّبَ الإبِلَ: ساقَها، والإبِلُ: انْساقَتْ وانْضَمَّ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، والحِمارُ طَرِيدَتُهُ: طَرَدَها شَدِيدًا، وجَمَعَ، واجْتَمَعَ، وأسْرَعَ، وعادَ، والإحالَةُ في كُلِّ ذَلِكَ ظاهِرَةٌ، والسَّماءُ: دامَ مَطَرُها، أيْ فَأحالَ الأرْضَ وأهَّلَها، والتَّأْلَبُ كَثَعْلَبٍ: المُجْتَمَعُ مِنّا ومِن حُمُرِ الوَحْشِ والوَعْلِ، وهي بَهاءٌ، وما كانَ كَذَلِكَ أحالَ ما خالَطَهُ، والإلْبُ - بِالكَسْرِ: الفَتْرُ، وشَجَرَةٌ كالأُتْرُجِّ سُمٌّ، وذَلِكَ ظاهِرٌ في الإحالَةِ، وبِالفَتْحِ: نَشاطُ السّاقِي، ومَيْلُ النَّفْسِ إلى الهَوى، والعَطَشِ، والتَّدْبِيرِ عَلى العَدُوِّ مِن حَيْثُ لا يَعْلَمُ، ومِسْكُ السَّخْلَةِ، والسُّمُّ، والطَّرْدُ الشَّدِيدُ، وشَدَّةُ الحُمّى والحُرِّ، وابْتِداءُ بُرْءِ الدُّمَّلِ، وكُلُّ ذَلِكَ ظاهِرُ الإحالَةِ، ورِيحٌ ألُوبٌ: بارِدَةٌ تُسْفِي التُّرابَ، ورَجُلٌ ألُوبٌ: سَرِيعُ إخْراجِ الدَّلْوِ، أوْ نَشِيطٌ، فَمَن (p-١٢٥)خالَطَهُ أحالَهُ، وهم عَلَيْهِ ألْبٌ وإلْبٌ واحِدٌ: مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ بِالظُّلْمِ والعَداوَةِ، وذَلِكَ مُحِيلٌ لا شَكَّ فِيهِ، والأُلْبَةُ بِالضَّمِّ: المَجاعَةُ، وبِالتَّحْرِيكِ: اليَلَبَةُ، والتَّأْلِيبُ: التَّحْرِيضُ والإفْسادُ، وكُلُّ ذَلِكَ ظاهِرٌ في الإحالَةِ، وكَذا المِئْلَبُ - لِلسَّرِيعِ، والألْبُ: الصَّفْوُ، وهو مُحِيلٌ، والألَبُ - بِالتَّحْرِيكِ: اليَلَبُ، وقَدْ مَضى أنَّها التِّرْسَةُ - واللَّهُ أعْلَمُ.
{"ayah":"وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِی بِهِۦۖ فَلَمَّا جَاۤءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرۡجِعۡ إِلَىٰ رَبِّكَ فَسۡـَٔلۡهُ مَا بَالُ ٱلنِّسۡوَةِ ٱلَّـٰتِی قَطَّعۡنَ أَیۡدِیَهُنَّۚ إِنَّ رَبِّی بِكَیۡدِهِنَّ عَلِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











