الباحث القرآني

فَكَأنَّهُ قِيلَ: فَما قالُ لَهُ؟ فَقِيلَ: ”قالَ“: تَأْوِيلُهُ أنَّكم ﴿تَزْرَعُونَ﴾ أيْ تُوجِدُونَ الزِّراعَةَ. فَهو إخْبارٌ بِمَغِيبٍ، فَهو أقْعَدُ في مَعْنى الكَلامِ، ويُمْكِنُ أنْ يَكُونَ خَبَرًا بِمَعْنى الأمْرِ (p-١١٣)﴿سَبْعَ سِنِينَ دَأبًا﴾ أيْ دائِبِينَ مُجْتَهِدِينَ - والدَّأْبُ: اسْتِمْرارُ الشَّيْءِ عَلى عادَتِهِ - كَما أشارَتْ إلَيْهِ رُؤْياكَ بِعَصْرِ الخَمْرِ الَّذِي لا يَكُونُ إلّا بَعْدَ الكِفايَةِ، ودَلَّتْ عَلَيْهِ رُؤْيا المَلِكِ لِلْبَقَراتِ السِّمانِ والسَّنابِلِ الخُضْرِ، والتَّعْبِيرُ بِذَلِكَ يَدُلُّ عَلى أنَّ هَذِهِ السَّبْعَ تَكُونُ - كَما تَعْرِفُونَ - مِن أغْلَبِ أحْوالِ الزَّمانِ في تَوَسُّطِهِ بِخِصْبِ أرْضٍ وجَدْبِ أُخْرى، وعَجْزِ الماءِ عَنْ بُقْعَةٍ وإغْراقِهِ لِأُخْرى - كَما أشارَ إلَيْهِ الدَّأْبُ: ثُمَّ أرْشَدَهم إلى ما يَتَقَوَّوْنَ بِهِ [عَلى] ما يَأْتِي مِنَ الشَّرِّ، فَقالَ: ﴿فَما حَصَدْتُمْ﴾ أيْ مِن شَيْءٍ بِسَبَبِ ذَلِكَ الزَّرْعِ - والحَصْدُ: قَطْعُ الزَّرْعِ بَعْدَ اسْتِوائِهِ - في تِلْكَ [السَّبْعِ] الخِصْبَةِ ﴿فَذَرُوهُ﴾ أيِ اتْرُكُوهُ عَلى كُلِّ حالٍ ﴿فِي سُنْبُلِهِ﴾ لِئَلّا يَفْسَدَ بِالسُّوسِ أوْ غَيْرِهِ ﴿إلا قَلِيلا مِمّا تَأْكُلُونَ﴾ قالَ أبُو حَيّانَ: أشارَ بِرَأْيٍ نافِعٍ بِحَسَبِ طَعامِ مِصْرَ وحِنْطَتِها الَّتِي لا تَبْقى عامَيْنِ بِوَجْهٍ إلّا بِحِيلَةِ إبْقائِها في السُّنْبُلِ - انْتَهى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب