الباحث القرآني
ولَمّا بَطَلَ هَذا السَّبَبُ الَّذِي أمَرَ بِهِ يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وهو تَذْكِيرُ الشَّرابِيِّ بِهِ، أثارَ اللَّهُ سُبْحانَهُ سَبَبًا يُنَفِّذُ بِهِ ما أرادَ مِن رِئاسَتِهِ وقَضى بِهِ مِن سُجُودِ مَن دَلَّتْ عَلَيْهِ الكَواكِبُ فَقالَ دالًّا عَلى ذَلِكَ: ﴿وقالَ المَلِكُ﴾ وهو شَخْصٌ قادِرٌ واسِعٌ المَقْدُورِ إلَيْهِ السِّياسَةُ والتَّدْبِيرُ، لِمَلاهَ وهُمُ السَّحَرَةُ والكَهَنَةُ والحَزْرَةُ والقافَّةُ والحُكَماءُ، وأكَّدَ لِيَعْلَمَ أنَّهُ مُحِقٌّ في كَلامِهِ غَيْرَ مُمْتَحِنٍ: ﴿إنِّي أرى﴾ عَبَّرَ بِالمُضارِعِ حِكايَةً لِلْحالِ لِشِدَّةِ ما هالَهُ مِن ذَلِكَ ﴿سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ﴾ والسِّمَنُ: زِيادَةُ البَدَنِ مِنَ اللَّحْمِ والشَّحْمِ ﴿يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ﴾ [أيْ -] بَقَراتٍ ﴿عِجافٌ﴾ والعَجْفُ: يَبَسُ الهُزالِ ”و“ إنِّي أرى ”سَبْعَ“.
ولَمّا كانَ تَأْوِيلَ المَنامِ الجَدْبُ والقَحْطُ والشِّدَّةُ، أضافَ العَدَدَ إلى جَمْعِ القِلَّةِ بِخِلافِ ما كانَ في سِياقِ المُضاعَفَةِ في قَوْلِهِ ﴿أنْبَتَتْ سَبْعَ (p-٩٩)سَنابِلَ﴾ [البقرة: ٢٦١] فَقالَ: ﴿سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ﴾ ”و“ إنِّي أرى سَبْعَ سُنْبُلاتٍ ”أُخَر يابِسات“ التُّوتُ عَلى الخُضَرِ فَغَلَبَتْ عَلَيْها، وكَأنَّهُ حَذَفَ هَذا لِدَلالَةِ العِجافِ عَلَيْهِ؛ والسُّنْبُلَةُ: نَباتٌ كالقَصَبَةِ حَمْلَةُ حُبُوبٍ مُنْتَظِمَةٍ، وكَأنَّهُ قِيلَ: فَكانَ ماذا؟ فَقِيلَ: قالَ المَلِكُ: ﴿يا أيُّها المَلأُ﴾ أيِ الأشْرافِ النُّبَلاءِ الَّذِينَ تَمْلَأُ العُيُونَ مَناظِرَهم والقُلُوبُ مُخابِرَهم ومَآثِرَهم ﴿أفْتُونِي﴾ أيْ أجِيبُونِي وبَيِّنُوا لِي كَرَمًا مِنكم بِقُوَّةٍ وفَهْمٍ ثاقِبٍ.
ولَمّا كانَ مُرادُهُ أنْ لا يَخْرُجُوا بِالجَوابِ عَنِ القَصْدِ ولا يَبْعُدُوا بِهِ، عَبَّرَ بِما يَفْهَمُ الظَّرْفَ فَقالَ: ﴿فِي رُؤْيايَ﴾ ومَنَعَهم مِنَ الكَلامِ بِغَيْرِ عِلْمٍ [بِقَوْلِهِ -]: ﴿إنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا﴾ أيْ جِنْسِها ﴿تَعْبُرُونَ﴾ وعِبارَةُ الرُّؤْيا: تَأْوِيلُها بِالعُبُورِ مِن عَلَنِها إلى سِرِّها كَما تُعَبَّرُ، مِن عَبَرَ النَّهْرَ - أيْ شَطَّهُ - إلى عَبْرِهِ الآخَرِ، ومِثْلُهُ أُوِّلَتِ الرُّؤْيا - إذا ذَكَرْتَ مَآلَها ومَرْجِعَها المَقْصُودِ بِضَرْبِ المِثالِ.
والمادَّةُ - بِتَراكِيبِها السِّتَّةِ: عَرَّبَ، وعَبَّرَ، ورَعَبَ، ورُبَعَ، وبَعَرَ، وبَرَعَ - تَدُورُ عَلى الجَوازِ مِن مَحَلٍّ إلى مَحَلٍّ ومِن حالٍ إلى حالٍ، وأكْثَرُ ذَلِكَ إلى أجْوَدُ، فالعَرَبُ سُمُّوا لِأنَّ مَبْنى أمْرِهِمْ عَلى الِارْتِحالِ لِاسْتِجادَةِ المَنازِلِ، وأعْرَبَ - إذا أفْصَحَ، أيْ تَكَلَّمَ بِكَلامِ العَرَبِ فَأبانَ عَنْ مُرادِهِ، أيْ أجازَهُ مِنَ العُجْمَةِ والإبْهامِ إلى البَيانِ، وأعْرَبَ الفُرْسُ - إذا (p-١٠٠)خَلَصَتْ عَرَبِيَّتُهُ، فَكَأنَّهُ جازَ مَرْتَبَةَ الهَجْنِ إلى العَرَبِ، وكَذا الإبِلُ العِرابُ، والعُرُوبَةُ: يَوْمُ الجُمْعَةِ - لِعُلُوِّ قَدْرِها عَنْ بَقِيَّةِ الأيّامِ، والعُرُوبُ: المَرْأةُ الضّاحِكَةُ العاشِقَةُ لِزَوْجِها المُتَحَبِّبَةُ إلَيْهِ المُظْهِرَةُ لَهُ ذَلِكَ، وهي أيْضًا العاصِيَةُ لِزَوْجِها - لِأنَّ كُلَّ ذَلِكَ أفْعالُ العَرَبِ، فَهم أعْشَقُ النّاسِ وأقْدَرُهم عَلى الِاسْتِمالَةِ بِالكَلامِ العَذْبِ، وهم أعْصى النّاسِ وأجْفاهم إذا أرادُوا، والعَرَبُ - ويُحَرِّكُ: النَّشاطُ - لِأنَّهُ انْتِقالٌ عَنِ الكَسَلِ، وقَدْ عَرَّبَ - كَفَرِحَ - إذا نَشِطَ وإذا ورِمَ، لِأنَّ الوارِمَ يَتَجاوَزُ هَيْئَةَ غَيْرِهِ، وعَرَّبْتُ البِئْرَ: كَثُرَ ماءُها فارْتَفَعَ، وعَرَّبَ - كَضَرَبَ: أكَلَ، والعَرَبَةُ، مُحَرِّكَةٌ: النَّهْرِ الشَّدِيدِ الجَرْيِ، والنَّفْسُ - لِكَثْرَةِ انْتِقالِها بِالفِكْرِ، والعُرْبُونُ: ما عُقِدَ بِهِ المُبايَعَةُ مِنَ الثَّمَنِ، فَنَقَلَ السِّلْعَةَ مِن حالٍ إلى حالٍ، واسْتَعْرَبْتُ البَقَرَ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ، إمّا مِنَ العُرُوبِ العاشِقَةِ لِزَوْجِها، وإمّا لِنَقْلِ الشَّهْوَةِ لَها مِن حالٍ إلى أُخْرى، وتُعْرِبُ: أقامَ بِالبادِيَةِ، مَعَ الأعْرابِ الَّذِينَ لا يُوَطِّنُونَ مَكانًا، وإنَّما (p-١٠١)هم [مَعَ -] الرَّبِيعِ، وعَرُوباءُ: اسْمُ السَّماءِ السّابِعَةِ - لِارْتِفاعِها عَنْ جَمِيعِ السَّماواتِ، فَكَأنَّها جازَتِ الكُلَّ، ولِأنَّ حَرَكَتَها حَرَكَةٌ لِلْكُلِّ، والعِرَبُ - بِالكَسْرِ: يَبِيسُ البَهْمِيِّ، لِأنَّهُ صارَ أهْلًا لِلنَّقْلِ ولَوْ بِتَطْيِيرِ الهَواءِ، والعَرَبِيُّ: شَعِيرٌ أبْيَضُ سُنْبُلُهُ حَرْفانِ - كَأنَّهُ نُسِبَ إلى العَرَبِ لِجَوْدَتِهِ، والإعْرابُ: إجْراءُ الفَرَسِ ومَعْرِفَتُكَ بِالفَرَسِ العَرَبِيِّ مِنَ الهَجِينِ - لِانْتِقالِ حالِ الجَهْلِ بِذَلِكَ إلى حالِ العِلْمِ، وأنْ لا يَلْحَنَ في الكَلامِ - كَأنَّهُ انْتَقَلَ بِذَلِكَ مِنَ العُجْمَةِ إلى العَرَبِيَّةِ، وعَرِبَ الرَّجُلُ - بِالكَسْرِ - إذا أُتْخِمَ، وكَذا الفَرَسُ مِنَ العَلَفِ، ومَعِدَتُهُ: فَسَدَتْ، وجُرْحُهُ: بَقِيَ بِهِ أثَرٌ بَعْدَ البُرْءِ، كُلُّ ذَلِكَ ناقِلٌ مِن حالٍ إلى غَيْرِها، والتَّعْرِيبُ: تَهْذِيبُ المَنطِقِ مِنَ اللَّحْنِ - كَأنَّهُ رَفَعَ نَفْسَهُ إلى العَرَبِ، وقَطَعَ سَعَفَ النَّخْلِ - لِأنَّهُ نَقَلَها عَنْ حالِها إلى أصْلَحِ مِنهُ، وأنْ تَكُونَ الدّابَّةُ عَلى أشاعِرِها ثُمَّ تَبَزَّعَ بِمُبَزِّعٍ، والتَّعْرِيبُ أيْضًا والإعْرابُ: ما قَبُحَ مِنَ الكَلامِ، وتَقْبِيحُ قَوْلِ (p-١٠٢)القائِلِ كَأنَّهُ حُكْمٌ بِزَوالِ عَرَبِيَّتِهِ، وهُما أيْضًا الرَّدُّ عَنِ القَبِيحِ، وذَلِكَ إدْخالُهُ في خِصالِ العَرَبِ الَّتِي هي مَعالِي الأخْلاقِ، وهُما أيْضًا النِّكاحُ، أوِ التَّعْرِيضُ بِهِ لِأنَّ نَقْلَهُ مِن حالٍ إلى حالٍ وفِعْلٍ إلى فِعْلٍ قَوْلًا وعَمَلًا، والتَّعْرِيبُ: الإكْثارُ مِن شُرْبِ الماءِ الصّافِي، واتِّخاذِ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ، وسُمًا بِها عَرِيبٌ، أيْ أحَدٌ يُعْرِبُ؛ وعَبَرَ الرُّؤْيا - إذا فَسَّرَها وأخْبَرَ بِما يَؤُولُ إلَيْهِ أمْرُها، كَأنَّهُ جازَ ظاهِرَها إلى بَطْنٍ مِنها، وعَبَرْتُ الكِتابَ أعْبُرُهُ عَبْرًا: تَدَبَّرْتَهُ ولَمْ تَرْفَعْ بِهِ صَوْتَكَ، وعَبَرَتُ النَّهْرَ: قَطَعْتَهُ مِن عَبْرِهِ - أيْ شَطِّهِ - إلى عَبْرِهِ، والعَبَرُ أيْضًا: الجانِبُ، لِأنَّهُ يَعْبُرُ مِنهُ وإلَيْهِ، والمَعْبِرُ: سَفِينَةٌ يَعْبُرُ عَلَيْها [النَّهْرُ -] وشَطٌّ هِيِّئٌ لِلْعُبُورِ، وعَبَرُ القَوْمِ: ماتُوا، والعِبْرَةُ - بِالكَسْرِ: العَجَبُ، وبِالفَتْحِ: الدَّمْعَةُ قَبْلَ أنْ تَفِيضَ - كَأنَّ لَها قُوَّةُ الجَرْيِ، أوْ هي تُرَدِّدُ البُكاءَ في الصَّدْرِ أوِ الحُزْنِ بِلا بُكاءٍ، لِأنَّ ذَلِكَ مَبْدَأُ جَرْيِ الدَّمْعِ؛ وفي مُخْتَصَرِ العَيْنِ: وعَبْرَةُ الدَّمْعِ: جَرْيُهُ، والعَبْرَةُ: الدَّمْعُ نَفْسُهُ.
والعُبَرُ - بِالضَّمِّ ويُحَرِّكُ: سِخَةُ العَيْنِ، والكَثِيرُ مِن كُلِّ شَيْءٍ، وبِالجَماعَةِ - لِأنَّ ذَلِكَ جَوازٌ عَنْ حَدِّ القِلَّةِ، ولِأنَّهم (p-١٠٣)يُجِيزُونَ ما شاءُوا، ومَجْلِسٌ عَبَرٌ - بِالكَسْرِ والفَتْحِ: كَثِيرُ الأهْلِ - مِن ذَلِكَ، وأيْضًا هو أهْلٌ لِأنْ يَعْبُرَ بِجَماعَتِهِ مِن حالٍ إلى حالٍ، وبِامْرَأةٍ مُسْتَعْبِرَةٍ - وتُفْتَحُ الباءُ: غَيْرُ مَحْظِيَّةٍ، أيْ هي أهْلٌ لِجَرْيِ العِبْرَةِ، وناقَةٌ عَبْرَ أسْفارٍ - مُثَلَّثَةٍ [:قَوِيَّةٍ]، وعَبَّرَتْ عَنِ الرَّجُلِ فَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ - كَأنَّكَ عَبَرْتَ مِن خاطِرِهِ إلى خاطِرِ المُخاطَبِ، وعَبَرَتِ الدَّنانِيرُ تَعْبِيرًا: وزَنَتْها ولَمْ تُبالِغْ في وزْنِها - كَأنَّكَ عَبَّرْتَ مِنَ الجَهْلِ بِمِقْدارِها إلى الظَّنِّ، أوْ عابِرُ سَبِيلٍ، أيُّ مارٍّ؛ والشِّعْرى: العُبُورُ: نَجْمٌ خَلْفَ الجَوْزاءِ، والعُبُورُ: الجَذَعَةُ مِنَ الغَنَمِ - لِأنَّها جازَتْ سَنَةً وتَأهَّلَتِ العُبُورَ مَعَ الغَنَمِ وكانَتْ في عِدادِها، والعُبُورُ: لِأقْلَفَ - لِأنَّ كَمَرَّتِهِ عابِرَةٌ في قُلْفَتِهِ، وغُلامٌ مُعَبِّرٌ: لَمْ يُخْتَنْ، ورَجُلٌ عَبَرَ: كادَ أنْ يَحْتَلِمَ ولَمْ يُخْتَنْ بَعْدُ، أيْ كادَ أنْ يَصِيرَ إلى [خُذِ] البالِغِينَ عَلى هَذِهِ الحالِ، وهي أنْ كَمَرَّتِهِ عابِرَةٌ في قُلْفَتِهِ، وعَبَّرَ بِهِ الأمْرُ تَعْبِيرًا: اشْتَدَّ عَلَيْهِ - كَأنَّهُ جازَ مِن حالَةِ الرَّخاءِ إلى الشِّدَّةِ وعَبَّرَتْ بِهِ أهْلَكَتْهُ، والمَعْبَرَةُ - بِالتَّخْفِيفِ: ناقَةٌ لَمْ تُنْتِجْ ثَلاثَ سِنِينَ، فَيَكُونُ أصْلَبَ لَها - لِأنَّها صارَتْ أهْلًا لِأنْ يَعْبُرَ عَلَيْها في الأسْفارِ، والعَبِيرُ ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ - لِعُبُورِ رِيحِهِ، (p-١٠٤)والزَّعْفَرانُ - لِعُبُورِ لَوْنِهِ ورِيحِهِ، والعَبْرى: السِّدْرُ النَّهْرِيُّ - لِنَباتِهِ في عَبْرِ النَّهْرِ، والمَعْبَرُ مِنَ الجَمالِ: الكَثِيرُ الوَبَرِ، ومِنَ الشّاءِ: الَّتِي لَمْ تُجْزِ - كَأنَّهُ لِجَوازِ الصُّوفِ عَنْ حَدِّ جَلْدِهِما، وسَهْمُ مُعَبِّرٌ وعَبِيرٌ: كَثِيرُ الرِّيشِ - كَأنَّهُ عَبَّرَ عَنْ حَدِّ العادَةِ، والعُبَرُ - بِالضَّمِّ: الثَّكْلى، لِأنَّها أهْلٌ لِإرْسالِ العَبْرَةِ، والسَّحابُ الَّتِي تَسِيرُ شَدِيدًا، والعُقابُ - لِقُوَّتِها عَلى قَطْعِ المَسافاتِ، ونَباتٌ عَبَرٌ: الكَذِبُ والباطِلُ - لِسُرْعَةِ زَوالِهِ؛ ورَعَبْتُ فُلانًا: أفْزَعْتُهُ، فَهو مَرْعُوبٌ - لِأنَّكَ أجَزْتَهُ مِنَ الأمْنِ إلى الخَوْفِ، وسَيْلٌ راعِبٌ: أيْ يَمْلَأُ الوادِي، وراعِبٌ: أرْضٌ، مِنها الحَمّامُ الرّاعِبِيَّةُ، والحَمّامُ أيْضًا لَها قُوَّةُ العُبُورِ بِالرَّسائِلِ مِن مَكانٍ إلى مَكانٍ، ورَعَبَتِ الحَمامَةُ في صَوْتِها تَرْعِيبًا: رَفَعَتْهُ، ورَعَبَتِ السَّنامَ: قَطَعَتْهُ، والرُّعْبُوبَةُ: قِطْعَةٌ مِنهُ - لِأنَّها جازَتْ مَكانَها، وجارِيَةٌ رُعْبُوبَةٌ ورُعْبُوبٌ: حَسَنَةُ القَوامِ تامَّةٌ - كَأنَّها جازَتْ أقْرانَها حَسَنًا، والرُّعْبُ: القِصارُ، واحِدُهم رَعِيبٌ وأرْعَبُ، تَشْبِيهٌ بِالقِطْعَةِ مِنَ السَّنامِ؛ والبَعْرُ: رَجِيعُ الخُفِّ والظِّلْفِ إلّا البَقَرُ الأهْلِيَّةُ، لِأنَّها تُخْثى، والوَحْشِيَّةُ تَبْعَرُ بَعْرًا - (p-١٠٥)لِأنَّهُ يَجُوزُ مِن مَكانِهِ مِن غَيْرِ أنْ يُلَوِّثَهُ، فَلا يَبْقى مِنهُ بِهِ شَيْءٌ، والمُعَبِّرٌ، مَكانُهُ، والبَعِيرُ: الجَمَلُ البازِلُ أوِ الجِذْعُ، وقَدْ يَكُونُ الحِمارَ وكُلَّ ما يَحْمِلُ؛ وفي مُخْتَصَرِ العَيْنِ: وإذا رَأتِ العَرَبُ ناقَةً أوْ جَمَلًا مِن بَعِيدٍ قالُوا: هَذا بَعِيرٌ، فَإذا عَرَفُوا قالُوا لِلذِّكْرِ: جَمَلٌ، ولِلْأُنْثى: ناقَةٌ، والبَعْرَةُ - بِالتَّحْرِيكِ: الكَمْرَةُ، تَشْبِيهًا بِها، والرُّبْعُ: المَنزِلُ والدّارُ بِعَيْنِها، والمَحَلَّةِ - لِأنَّها يَخْرُجُ مِنها ويَدْخُلُ إلَيْها، ولِذَلِكَ سُمِّيَتْ مُتَبَوَّأً، لِأنَّها يَتَبَوَّأُ إلَيْها، أيْ يَرْجِعُ، ورَبَعَ يُرَبِّعُ: أقامَ، وأرْبِعْ عَلى نَفْسِكَ: انْتَظَرَ، كَأنَّهُ مِنَ الرُّبْعِ، أيِ المَنزِلِ، لِأنَّهُ يُقامُ فِيهِ: ورَبُعَ - إذا أخْصَبَ - لِلِانْتِقالِ مِن حالٍ إلى حالٍ أُخْرى، وهم عَلى رِبَعاتِهِمْ، أيِ اسْتِقامَتِهِمْ وأمْرِهِمُ الأوَّلِ - كَأنَّهُ مِنَ المَنزِلِ، والرَّوْبَعُ - كَجَوْهَرٍ: الضَّعِيفُ الدَّنِيءُ - كَأنَّ ذَلِكَ يَلْزَمُ مِنَ الإقامَةِ في المَنزِلِ، وبَهاءٌ: قَصِيرُ العُرْقُوبِ، والرَّجُلُ القَصِيرُ - كَأنَّهُ تَشْبِيهٌ بِالرَّبْعَةِ في مُطْلَقِ القَصْرِ عَنِ الطَّوِيلِ، ورُبْعُ الحَجَرِ: رَفْعُهُ، والحَمْلُ: رَفْعُهُ عَلى الدّابَّةِ، والمَرْبُوعُ: المَنعُوشُ (p-١٠٦)المُنَفِّسُ عَنْهُ - لِتَحَوُّلِ الحالِ في كُلِّ ذَلِكَ، والمُرَبَّعَةُ: خَشَبَةٌ يَرْفَعُ بِها العَدْلَ، والمُرابَعَةُ: أنْ تَأْخُذَ يَدَ صاحِبِكَ وتَرْفَعا الحَمْلَ عَلى الدّابَّةِ - كَأنَّهُ مَعَ النَّقْلِ مَأْخُوذٌ مِنَ الأرْبَعَةِ، وهي أيْضًا المُعادَلَةُ بِالرَّبِيعِ، ومِنهُ تَرَبَّعَتِ النّاقَةُ سَنامًا طَوِيلًا، أيْ حَمَلَتُهُ، ورَبِيعُ الشُّهُورِ: شَهْرانِ بَعْدَ صَفَرٍ، ورَبِيعُ الفُصُولِ اثْنانِ الَّذِي فِيهِ النُّورِ والكَمْأةِ، والَّذِي تُدْرَكُ فِيهِ الثِّمارَ - لِلِانْتِقالِ في كُلٍّ مِنهُما، والرُّبْعُ - كَصَرْدِ: الفَصِيلُ يَنْتِجُ في الرَّبِيعِ، وناقَةٌ مُرَبَّعٌ: ذاتُ رُبْعٍ، وأرْبَعَ القَوْمُ: صارُوا أرْبَعَةً، ودَخَلُوا في الرَّبِيعِ، وأقامُوا في المُرَبَّعِ، ورَبَعَتِ الأرْضُ: أصابَها مَطَرُ الرَّبِيعِ، والمَرابِيعُ: الأمْطارُ أوَّلَ الرَّبِيعِ، وأرْبَعَ الرَّجُلُ - إذا وُلِدَ لَهُ في شَبابِهِ، تَشْبِيهًا لِلشَّبابِ بِالرَّبِيعِ، وناقَةٌ مِرْباعٌ - إذا كانَتْ عادَتُها أنْ تَنْتِجَ في رَبْعِيَّةِ القَيْظِ، والرَّبْعِيَّةُ: أوَّلُ الشِّتاءِ، والرَّبِيعُ: الجَدْوَلُ - لِجَرْيِهِ وإنْباتِ ما حَوْلَهُ، وجَمْعُهُ أرْبِعاءُ، والحَجَرُ يَشِيلُونَهُ لِتَجْرِبَةِ القُوى، (p-١٠٧)والرّابِعُ تِلْوَ الثّالِثِ - لِأنَّهُ جازَ الجَمْعُ، ووَتَرٌ وحَبْلٌ مَرْبُوعٌ: مَفْتُولٌ عَلى أرْبَعِ قُوًى، ورَبَّعْتُ القَوْمَ أُرَبِّعُهُمْ: صِرْتُ رابِعَهُمْ، والأرْبِعاءُ: يَوْمٌ، [و] المِرْباعُ: رُبْعُ الغَنِيمَةِ [الَّذِي] كانَ يَأْخُذُهُ الرَّئِيسُ، والرُّباعِيَّةُ - كَثَمانِيَةٍ: السِّنُّ بَيْنَ الثَّنِيَّةِ والنّابِ، وعِدَّتُها أرْبَعٌ، وكُلُّ ما بَلَغَ الأرْبَعَةَ رُباعٌ كَثَمانٍ، وتَقُولُ لِلْغَنَمِ في الرّابِعَةِ ولِلْبَقَرِ والحافِرِ في الخامِسَةِ ولِلْخُفِّ في السّابِعَةِ: أرْبَعْتُ، كَأنَّهُ لا يَجُوزُ في كُلِّ نَوْعٍ مِن حَدِّ الصِّغَرِ إلى الكِبَرِ إلّا بِذَلِكَ، وأرْبَعَ الفَرَسُ: ألْقى رُباعِيَّتَهُ، وحُمّى رُبْعٍ: تَأْتِي في اليَوْمِ الرّابِعِ، وقَدْ رَبُعَ الرَّجُلُ وأرْبَعَ، وهو مَعْنى ما قالَ في القامُوسِ: ورَبَّعَتْهُ الحُمّى: أخَذَتْهُ الحُمّى يَوْمًا بَعْدَ يَوْمَيْنِ، لِأنَّ يَوْمَها الثّانِي هو رابِعُ يَوْمِها الأوَّلِ، والرَّبْعَةُ - بِالفَتْحِ: جَوْنَةُ العَطّارِ - لِتَضُوعَ رِيحُها، والرَّجُلُ بَيْنَ الطَّوِيلِ والقَصِيرِ - ويُحَرِّكَ - كالمَرْبُوعِ، لِجَوازِهِ حَدَّ كُلٍّ مِنهُما، هَذا إلى الطُّولِ، وهَذا إلى القَصْرِ، وارْتَبَعَ: صارَ رَبْعَةً، والرِّبْعَةُ - مُحَرَّكَةٌ: أشَدُّ عَدُوِّ الإبِلِ، والمَسافَةُ بَيْنَ أثافِي (p-١٠٨)القَدْرِ - لِعُبُورِ كُلٍّ مِنهُما عَنْ [مَحَلِّ] صاحِبَتِها، وأرْبَعَ ماءُ الرَّكِيَّةِ: كَثُرَ، فَجازَ عَنْ مَحَلِّهِ الأوَّلِ، وعَلى فُلانٍ: سَألَهُ ثُمَّ ذَهَبَ ثُمَّ عادُوهُ، وعَلى المَرْأةِ: كَرَّ إلى جِماعِها، والقَوْمُ إبِلُهم مَكانُ كَذا: رَعَوْها وأرْسَلُوها عَلى الماءِ تَرِدُ مَتى شاءَتْ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ هَذا أيْضًا مِنَ الرَّبِيعِ، وأرْبَعَتِ النّاقَةُ - إذا اسْتَغْلَقَتْ رَحِمَها فَلَمْ تَقْبَلِ الماءَ، كَأنَّها أزالَتِ العُبُورَ، أيِ الِانْتِقالَ مِن حالٍ إلى أُخْرى، والرَّبِيعَةُ: البَيْضَةُ مِنَ السِّلاحِ - لِنَقْلِها صاحِبَها إلى الحَصانَةِ، والرَّوْضَةُ - لِجَوازِ النَّبْتِ فِيها عَنْ حَدِّ الأرْضِ، والمُرَبَّعُ: شِراعُ السَّفِينَةِ - لِأنَّهُ آلَةُ السَّيْرِ، والمُرَبَّعُ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ النِّكاحِ - لِعُبُورِهِ عَنْ حالَةِ الأُولى، ولِجُلُوسِهِ بَيْنَ الشُّعَبِ الأرْبَعِ، وتَرَبَّعَ في جُلُوسِهِ ضِدَّ جَثا، إمّا لِأنَّهُ صارَ عَلى شَكْلِ المُرَبَّعِ، وإمّا أخْذًا مِنَ الرُّبْعِ إلى المَنزِلِ، لِأنَّها جَلْسَةُ المُقِيمِ في مَنزِلِهِ، وتَرَبَّعَتِ النَّخِيلُ: خَرَقَتْ وصَرُمَتْ - لِتَحَوُّلِ حالِها، واسْتَرْبَعَ الرَّمْلُ: تَراكُمْ، إمّا لِجَوازِهِ عَنْ حالِهِ الأُولى، وإمّا مِنَ الإقامَةِ في الرُّبْعِ، واسْتَرْبَعَ الغُبارُ، ارْتَفَعَ، والبَعِيرُ لِلْمَسِيرِ: قُوى عَلَيْهِ وصَبَرَ، (p-١٠٩)والرَّجُلُ بِالأمْرِ: اسْتَقَلَّ وصَبَرَ، وفُلانٌ يُقِيمُ رَبّاعَةَ قَوْمِهِ، أيْ شَأْنُهم وحالُهم أيْ يُجِيزُهم مِن حالٍ إلى أُخْرى، ومَضى مِن بَنِي فُلانٍ رُبُوعٌ بَعْدَ رُبُوعٍ، أيْ أحْياءٌ [بَعْدَ أحْياءٍ]، إمّا لِأنَّ ذَلِكَ جَوازٌ مِن دارٍ إلى دارٍ وحالٍ إلى حالٍ، وإمّا عَلى حَذْفِ مُضافٍ، أيْ أهْلِ رُبُوعٍ أيْ مَنازِلَ، واليَرْبُوعُ: دابَّةٌ كالفَأْرَةِ، إمّا لِشَدَّةِ جَرْيِها، وإمّا لِجَعْلِها نافِقاءَيْنِ تَهْرُبُ مِن أيِّهِما شاءَتْ، فَهي عابِرَةٌ مُنْتَقِلَةٌ بِالقُوَّةِ وإنْ كانَتْ ساكِنَةً، واليَرْبُوعُ: لُحْمَةُ المَتْنِ - كَأنَّهُ مُشَبَّهٌ بِالدّابَّةِ؛ وبَرَعَ الرَّجُلُ - مُثَلَّثَةً: فاقَ أصْحابَهُ في عِلْمٍ أوْ غَيْرِهِ، أوْ تَمَّ في كُلِّ فَضِيلَةٍ وجَمالٍ، وهَذا أبْرَعُ مِنهُ: أضْخَمُ - لِأنَّهُ جازَ مِقْدارَهُ، والبارِعُ: الأصِيلُ الجَيِّدُ الرَّأْيِ، وتَبَرَّعَ بِالعَطاءِ: تَفَضَّلَ بِما لا يَجِبُ عَلَيْهِ مِن عِنْدِ نَفْسِهِ كَأنَّهُ جازَ رُتْبَةَ الواجِبِ - واللَّهُ أعْلَمُ. وفي الآيَةِ ما يُوجِبُهُ حالُ العُلَماءِ مِن حاجَةِ المُلُوكِ إلَيْهِمْ،
{"ayah":"وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ إِنِّیۤ أَرَىٰ سَبۡعَ بَقَرَ ٰتࣲ سِمَانࣲ یَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافࣱ وَسَبۡعَ سُنۢبُلَـٰتٍ خُضۡرࣲ وَأُخَرَ یَابِسَـٰتࣲۖ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمَلَأُ أَفۡتُونِی فِی رُءۡیَـٰیَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّءۡیَا تَعۡبُرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











