الباحث القرآني

فَكَأنَّهُ قِيلَ: فَما قالَتْ لَهُنَّ امْرَأةُ العَزِيزِ؟ فَقِيلَ: ﴿قالَتْ فَذَلِكُنَّ﴾ أيِ الفَتى العالِي الرُّتْبَةِ جِدًّا ﴿الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾ ولَمّا عَلِمَتْ أنَّهُنَّ عَذَرْنَها، قالَتْ مُؤَكِّدَةً اسْتِلْذاذًا بِالتَّهَتُّكِ في حُبِّهِ: ”ولَقَدْ“ أيْ أقُولُ هَذا والحالُ أنِّي واللَّهِ لَقَدْ تَحَقَّقَ أنِّي ﴿راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ﴾ أيْ لِأصِلَ إلَيْهِ بِما أُرِيدُ ”فاسْتَعْصَمَ“ أيْ فَأوْجَدَ العِصْمَةَ والِامْتِناعَ عَلَيَّ فاشْتَدَّ اعْتِصامُهُ، وما أنا بِراجِعَةٍ عَنْهُ؛ ثُمَّ تَوَعَّدَتْهُ وهو يَسْمَعُ لِيَلِينَ، فَقالَتْ لَهُنَّ مُؤَكِّدَةً لِأنَّ حالَ حُبِّها يُوجِبُ الإنْكارَ لِأنْ تَفْعَلَ ما يُؤْذِي المَحْبُوبَ: ﴿ولَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ﴾ أيْ هَذا الفَتى الَّذِي قامَ عُذْرِي عِنْدَكُنَّ [فِيهِ -] ﴿ما أمَرَهُ﴾ [عبس: ٢٣] أيْ أمْرِي ﴿لَيُسْجَنَنَّ﴾ أيْ لِيَمْنَعْنَ مِنَ التَّصَرُّفِ بِالحَبْسِ بِأيْسَرَ سَعْيٍ مِنِّي. ولَمّا كانَ عَزْمُها عَلى السَّجْنِ أقْوى مِنَ العَزْمِ عَلى إيقاعِ الصِّغارِ بِهِ، أكَّدَتْهُ بِالنُّونِ الثَّقِيلَةِ وقالَتْ: ﴿ولَيَكُونًا﴾ بِالنُّونِ الخَفِيفَةِ ﴿مِنَ الصّاغِرِينَ﴾ أيِ الأذِلّاءِ، أوْ أنَّ الزِّيادَةَ في تَأْكِيدِ السَّجْنِ لِأنَّهُ يَلْزَمُ مِنهُ إبْعادُهُ، وإبْعادُ الحَبِيبِ (p-٧٥)أوْلى بِالإنْكارِ مِن إهانَتِهِ، فَقالَ لَهُ النِّسْوَةُ: أطِعْها لِئَلّا تَسْجُنُكَ وتُهِينُكَ،
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب