الباحث القرآني

فَكَأنَّهُ قِيلَ: فَماذا قالَ حِينَ قَذَفَتْهُ بِهَذا؟ فَقِيلَ ﴿قالَ﴾ دافِعًا عَنْ نَفْسِهِ لا هاتِكًا لَها ”هِيَ“ بِضَمِيرِ الغَيْبَةِ لِاسْتِيحائِهِ عَنْ مُواجَهَتِها بِإشارَةٍ أوْ ضَمِيرِ خِطابٍ ﴿راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي﴾ وما قالَ ذَلِكَ إلّا حِينَ اضْطَرَّتْهُ إلَيْهِ بِنِسْبَتِهِ إلى الخِيانَةِ، وصِدْقِهِ لَعَمُرِي فِيما قالَ لا يَحْتاجُ إلى بَيانِ أكْثَرِ مِنَ الحالِ الَّذِي كانا فِيهِ، وهو (p-٦٨)أنَّهُما عِنْدَ البابِ، ولَوْ كانَ الطَّلَبُ مِنهُ لَما كانا إلّا في مَحَلِّها الَّذِي تَجْلِسُ فِيهِ، وهو صَدْرُ البَيْتِ وأشْرَفُ مَوْضِعٍ فِيهِ ﴿وشَهِدَ﴾ ولَمّا كانَ كُلُّ صالِحٍ لِلشَّهادَةِ كافِيًا، فَلَمْ تَدَعْ ضَرُورَةً إلى تَعْيِينِهِ، قالَ: ﴿شاهِدٌ﴾ أيْ عَظِيمٌ ﴿مِن أهْلِها﴾ لِأنَّ الأهْلَ أعْظَمُ في الشَّهادَةِ، رَضِيعٌ بِبَراءَتِهِ - نَقَلَهُ الرُّمّانِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وأبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، كَما شَهِدَ لِلنَّبِيِّ ﷺ في حِجَّةِ الوَداعِ صَبِيٌّ مِن أهْلِ اليَمامَةِ يَوْمَ وُلِدَ بِأنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، فَكانَ يُدْعى: مُبارَكُ اليَمامَةِ. فَقالَ ذَلِكَ الشّاهِدَ ﴿إنْ كانَ﴾ أيْ حالِ المُراوَغَةِ ﴿قَمِيصُهُ﴾ أيْ فِيما يَتَبَيَّنُ لَكم ”قَدَّ“ أيْ شَقَّ شَقًّا مُسْتَأصْلًا ﴿مِن قُبُلٍ﴾ أيْ مِن جِهَةِ ما أقْبَلُ مِن جَسَدِهِ ﴿فَصَدَقَتْ﴾ ولا بُدَّ مِن تَقْدِيرِ فِعْلِ التَّبَيُّنِ، لِأنَّ الشُّرُوطَ لا تَكُونُ مَعانِيها إلّا مُسْتَقْبَلَةً ولَوْ كانَتْ ألْفاظُها ماضِيَةً. ولَمّا كانَ صِدْقُها لَيْسَ قاطِعًا في مَنعِ صِدْقِهِ، قالَ: ﴿وهُوَ مِنَ الكاذِبِينَ﴾ لِأنَّهُ لَوْلا إقْبالُهُ - وهي تَدْفَعُهُ عَنْها أوْ تَهْرُبُ مِنهُ (p-٦٩)وهُوَ يَتْبَعُها ويَعْثُرُ في قَمِيصِهِ - ما كانَ القَدُّ مِنَ القُبُلِ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب