الباحث القرآني
ولِما كانَ سُرُورُهم بِهِ - مَعَ ما هو عَلَيْهِ مِنَ الجَمالِ والهَيْبَةِ والجَلالِ - مُقْتَضِيًا لِأنْ يُنافِسُوا في أمْرِهِ ويُغالُوا بِثَمَنِهِ، أخْبَرَ تَعالى أنَّهم لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أنَّ جَمِيعَ أُمُورِهِ عَلى نَسَقٍ واحِدٍ في خَرْقِها (p-٣٧)لِلْعَوائِدِ فَقالَ: ﴿وشَرَوْهُ﴾ أيْ تَمادِي السَّيّارَةُ ولَجُوا في إسْرارِهِمْ إيّاهُ بِضاعَةً حَتّى باعُوهُ مِنَ العَزِيزِ، ولِمَعْنى التَّمادِي عَبَّرَ ب ”شَرى“ دُونَ ”باعَ“، ويُمْكِنُ أنْ يَكُونَ ”شَرى“ بِمَعْنى اشْتَرى، أيْ واشْتَراهُ السَّيّارَةُ مِن إخْوَتِهِ ﴿بِثَمَنٍ﴾ وهو البَدَلُ مِنَ الذَّهَبِ أوِ الفِضَّةِ، وقَدْ يُقالُ عَلى غَيْرِهِ تَشْبِيهًا بِهِ ﴿بَخْسٍ﴾ أيْ قَلِيلٍ، ومادَّةُ ”شَرى“ - يائِيَّةٌ بَتَقالِيبِها الثَّلاثَةِ: شَرى، وشَيَرَ، ورِيشَ، وواوِيَّةٌ بِتَراكِيبِها السِّتَّةِ: شَوْرَ، وشَرُوَ، ووَشَرَ، ووِرَشَ، ورَشَوَ، ورَوَشَ، ومَهْمُوزَةٌ بِتَراكِيبِها الثَّلاثَةِ: أرَشَ، وأشَرَ، ورَشَأ - تَدُورُ عَلى اللُّجاجَةِ، وهي التَّمادِي في الِانْتِشارِ، ويَلْزَمُهُ تَبْيِينُ ذَلِكَ الأمْرِ، ويَلْزَمُها القُوَّةُ تارَةً والضَّعْفُ أُخْرى، فَمِن مُطْلَقَةٌ: شَرَيْتُ الشَّيْءَ، بِمَعْنى مَلَكْتُهُ بِالبَيْعِ، وشَرَيْتُهُ، بِمَعْنى: أزَلْتُ مُلْكِي عَنْهُ بِهِ، وكَذا اشْتَرَيْتُ فِيهِما، والِاسْمُ الشِّراءُ بِالمَدِّ ويَقْصُرُ، فَحَصَلَ التَّمادِي والِانْتِشارُ تارَةً بِالإزالَةِ وتارَةً بِالتَّحْصِيلِ، وكُلُّ مَن تَرَكَ شَيْئًا وتَمَسَّكَ بِغَيْرِهِ فَقَدِ اشْتَراهُ، وشاراهُ [مُشاراةٌ -]: بايَعَهُ، وشَرَوى الشَّيْءَ: مَثْلُهُ واوُهُ [مُبَدَّلَةٌ -] مِن ياءٍ كَأنَّهُ مَأْخُوذٌ مِن بَدَلِ المَبِيعِ لِأنَّهُ يَتَحَرّى فِيهِ المُماثِلَةَ، وهو أوْسَعُ مِمّا لَمْ يُوجَدْ لَهُ مَثَلٌ، وشَرى (p-٣٨)البَرْقُ: اسْتَطارَ، وزَيْدٌ: غَضِبَ ولَجَّ حَتّى اسْتِطارَ غَضَبًا، والفَرَسُ في سَيْرِهِ: بالِغٌ، واسْتَشْرى الرَّجُلُ: لَجَّ، والبَرْقُ: لَمَعَ، والمُشاراةُ: المِلاحَةُ [والمُجادَلَةُ -] والمُبايَعَةُ، والشَّرْيَةُ - كَغَنِيَّةٍ: الطَّرِيقَةُ والطَّبِيعَةُ، وكَأنَّ هَذا أصْلُ المَعْنى الَّذِي عَنْهُ تَفَرَّعَتْ أغْصانُهُ، لِأنَّ الطَّبْعَ مَظَنَّةُ اللَّجاجِ، وشَرى الثَّوْبَ واللَّحْمَ والإقْطَ: شَرَرَها، أيْ وضَعَها عَلى خُصْفَةٍ أوْ غَيْرِها مَنشُورَةً لِتَجِفَّ، وشَرى فُلانًا: سَخَرَ بِهِ أوْ أرْغَمَهُ، كَأنَّهُ تَمادى مَعَهُ حَتّى قَهَرَهُ، وشَرى بِنَفْسِهِ عَنِ القَوْمِ: تَقَدَّمَ بَيْنَ أيْدِيدِهِمْ فَقاتَلَ عَنْهُمْ، أوْ إلى السُّلْطانِ فَتَكَلَّمَ عَنْهُمْ، والشَّرى - كَعَلى: الجَبَلُ - لِانْتِشارِهِ عُلُوًّا، والطَّرِيقُ - لِلِانْتِشارِ فِيهِ، وطَرِيقٌ بِسَلْمى كَثِيرَةُ الأسْدِ، وجَبَلٌ بِتُهامَةٍ كَثِيرُ السِّباعِ - لِانْتَشارِها فِيهِ أوْ لِأنَّ السّاتِرَ فِيهِ أقْوى النّاسِ وألُجْهُمْ، وجَبَلٌ بِنَجْدِ لَطَيِّئٍ، والنّاحِيَةِ، ويَمُدُّ، وأشَراهُ: مَلّاهُ، وأمالَهُ - لِما يَلْزَمُ مِنَ انْتِشارٍ ما فِيهِ، وأشْرى الجُمَلَ: تَفَلَّقَتْ عَقِيقَتُهُ، أيْ صُوفِهِ، وبَيْنَهُمْ: أغْرى، وشَرى البَعِيرُ في سَيْرِهِ؛ أسْرَعَ، (p-٣٩)وشَرى الفَرَسَ [فِي -] لِجامِهِ - إذا جَذَبَهُ، والشَّرِيَّةُ كَغَنِيَّةٍ: مِنَ النِّساءِ اللّاتِي يَلِدْنَ الإناثَ، كَأنَّها تَمادَتْ في المَيْلِ مَعَ طَبْعِها: الأُنُوثَةُ، فَلَجَتْ فِيهِ، أوْ هو راجِعٌ إلى الضِّعْفِ اللّازِمِ لِلْحاجَةِ، والمُشْتَرِي: نَجْمٌ لَتَلَأْلُؤِهِ، وطائِرٌ - لِلَمْعِهِ بِجَناحِهِ وانْتِشارِهِ، واشْرَوْرى: اضْطَرَبَ، وشَرى زِمامُ النّاقَةِ: كَثُرَ اضْطِرابُهُ، هو مِنَ الِانْتِشارِ ومِنَ الضَّعْفِ، واسْتَشَرْتُ الأُمُورَ: تَفاقَمَتْ وعَظُمَتْ، وشَرى جِلْدُهُ: أصابَهُ بُثُورٌ صِغارٌ حُمْرٌ حُكاكَةٌ مُكْرِبَةٌ تَحْدُثُ دُفْعَةً غالِبًا وتَشْتَدُّ لَيْلًا، كَأنَّها سُمِّيَتْ لِانْتِشارِها في جَمِيعِ البَدَنِ وقُوَّتِها، وتَشَرّى القَوْمُ: افْتَرَقُوا، وتَشَرّى السَّحابُ: تَفَرَّقَ، والشَّرى: شَجَرُ الحَنْظَلِ أوِ الحَنْظَلُ نَفْسُهُ، والنَّخْلُ يَنْبُتُ مِنَ النَّواةِ، كَأنَّهُ لِنَباتِهِ بِغَيْرِ سَبَبٍ آدَمِيٍّ لَجُوجٍ، والشِّرْيانِ مِن شَجَرِ القِسِيِّ، كَأنَّهُ لِقُوَّتِهِ ونَشْرِهِ السِّهامَ إذا رُمِيَتْ عَنْهُ، وواحِدُ الشَّرايِينِ لِلْعَرُوفِ النّابِضَةِ، لِقُوَّتِها وانْتِشارِها؛ وشِيارِ - بِالكَسْرِ: يَوْمُ السَّبْتَ، لِأنَّهُ [أوَّلُ يَوْمٍ -] ابْتُدِئَتْ فِيهِ (p-٤٠)الخَلائِقُ، فَكَأنَّها انْتَشَرَتْ عَنْهُ؛ والرِّيشُ بِالكَسْرِ - مِنَ الطّائِرِ مَعْرُوفٌ كالرّاشِّ - لِأنَّهُ مُنْتَشِرٌ في جَمِيعِ بَدَنِهِ، ولَهُ قُوَّةُ نَشْرِهِ مَتى شاءَ، وهو سَبَبُ صَلاحِهِ وقُوَّتِهِ عَلى الِانْتِشارِ في الهَواءِ، ومِنهُ الرِّيشُ والرِّياشُ: اللِّباسُ الفاخِرُ، والخَصْبُ والمَعاشُ، وذاتُ الرِّيشِ: نَباتٌ كالقَيْصُومِ، وراشَ الصَّدِيقَ: أطْعَمَهَ وسَقاهُ وكَساهُ وأصْلَحَ حالَهُ، وكَلا رِيشٍ - كَهَيِّنٍ وهَيِّنٌ: كَثِيرُ الوَرَقِ، والرِّيشُ - مُحَرَّكًا: كَثْرَةُ الشَّعْرِ في الأُذُنَيْنِ والوَجْهِ، والمُرَيَّشُ - كَمُعَظَّمُ: البَعِيرُ الأزْبُ، ورَشَّتِ السَّهْمُ: فَوَّقَتْهُ، أيْ ألْزَقَتْ عَلَيْهِ الرِّيشُ عِنْدَ فَوْقِهِ، فَكانَ لَهُ بِذَلِكَ قُوَّةُ الِانْتِشارِ، ورُمْحٌ راشٍ: خُوارٌ شُبِّهَ بِالرِّيشِ صَعْفًا، والمُرَيَّشُ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ الصُّلْبُ، وهو أيْضًا: البَرْدُ المُوَشّى، لِتَلَوُّنِهِ كالرِّيشِ، وهو أيْضًا: القَلِيلُ اللَّحْمِ، وناقَةٌ مُرَيَّشَةٌ: قَلِيلَةُ اللَّحْمِ، لِأنَّ ذَلِكَ أقْوى لَها عَلى (p-٤١)السَّيْرِ، والمُرَيَّشُ أيْضًا: الهَوْدَجُ المُصَلَّحُ بِالقَدِّ، لِأنَّ ذَلِكَ سَبَبَ قُوَّتِهِ، وهو لَهُ كالرِّيشِ والعَصَبِ، والشِوارُ والشُّورَةُ والشّارَةُ: الحُسْنُ والجَمالُ والهَيْئَةُ واللِّباسُ والسَّمْنُ والزِّينَةُ، واسْتَشارَ فَلانٌ: لَبِسَ لِباسًا حَسَنًا، كَأنَّهُ مِنَ الرِّيشِ، ولِأنَّها مَلْزُومَةُ اللَّجاجُ والِانْتِشارِ غالبًا، واسْتِشارَتِ الإبِلُ وأخَذَتْ مِشْوارَها: سَمِنَتْ، والمِشْوارُ - بِالكَسْرِ: المَكانُ تُعْرَضُ فِيهِ الدَّوابُّ، وشارَها: راضَها، أيِ انْتَشَرَ بِها لِتَقْوى عَلى ما يُرادُ مِنها، وشارَ العَسَلَ واسْتَشارَهُ: اسْتَخْرَجَهُ مِنَ الوَقْبَةِ - لِلْمُبالِغَةِ في ذَلِكَ، والشَرَوُ - مُقَدَّمُ الرّاءِ بِالفَتْحِ ويُكْسَرُ: العَسَلُ، والمِشْوارُ: ما شارَهُ بِهِ، وما أبْقَتِ الدّابَّةُ مِن عَلَفِها - مُعَرَّبٌ، كَأنَّهُ شَبَّهَ بِما يَبْقى مِن مُشارِ العَسَلِ مِمّا لا يُعْتَدُّ بِهِ، أوْ أصْلُهُ: نِشْوارٌ - بِالنُّونِ، فَأُبْدِلَتْ مِنها المِيمُ لِتَقارُبِهِما، فَإنْ كانَ كَذَلِكَ فَهو نَشْرٌ، والشُوارُ - مُثَلَّثَةٌ: مَتاعُ البَيْتِ، لِانْتِشارِهِ فِيهِ، وذَكَرُ الرَّجُلِ وخِصَياهُ واسْتُهُ، لِما يَنْتَشِرُ مِن كُلٍّ مِنها، وشَوَرَ بِفُلانٍ: فَعَلَ بِهِ فِعْلًا يَسْتَحِي مِنهُ، كَأنَّهُ لَجَّ في ذَلِكَ حَتّى قَطَعَ انْتِشارَهُ في الِاعْتِذارِ، وتَشَوَّرَ الرَّجُلُ: خَجِلَ، (p-٤٢)كَأنَّهُ مُطاوِعُ شَوَّرْتُهُ، وشَوَرَ إلَيْهِ: أوْمَأ كَأشارَ - لِنَشْرِ ما أشارَ بِهِ، وأشارَ النّارَ: رَفَعَها، [و -] الشَوَرانُ: العَصْفَرُ - لِلَمْعِهِ، وجَبَلٌ قُرْبَ عَقِيقِ المَدِينَةِ، فِيهِ مِياهُ سَماءٍ كَثِيرَةٍ، لِقُوَّتِهِ عَلى إمْساكِها وقُوَّةِ مَن يُقِيمُ فِيهِ بِها عَلى الِانْتِشارِ فِيهِ، وخَيْلٌ شِيارٌ: سِمانٌ حِسانٌ، والشُورَةُ - بِالضَّمِّ النّاقَةُ السَّمِينَةُ، لِقُوَّتِها عَلى الِانْتِشارِ، وبِالفَتْحِ: الخَجِلَةُ، لِانْتِشارِها وعُلُوِّها، وأشَرْتُ عَلَيْهِ بِكَذا: أمَرْتُهُ لِلِانْتِشارِ في الكَلامِ قَبْلَ الإشارَةِ لِلْوُقُوعِ عَلى الرَّأْيِ، والِاسْمُ: المَشُورَةُ، أوْ هو مِنَ الإشارَةِ الَّتِي هي تَحْرِيكُ اليَدِ أوِ الحاجِبِ ونَحْوَهُما نَحْوَ المُشارِ إلَيْهِ، والرَّشْوَةِ - مُثَلَّثَةٌ: الجَعْلُ، ورَشاهُ: أعْطاهُ إيّاها، فَنَشَرَهُ لِلْفِعْلِ، ولا يَفْعَلُ ذَلِكَ إلّا مَن لَجَّ في الأمْرِ، ويُمْكِنُ رَدُّهُ إلى الضَّعْفِ، والرّائِشُ: السَّفِيرُ بَيْنَ الرّاشِي والمُرْتَشِي، واسْتَرْشى: طَلَبَ الرِّشْوَةَ، والفَصِيلُ: طَلَبُ الرِّضاعِ، وأرْشِيَةُ اليَقْطِينِ والحَنْظَلُ: خُيُوطُهُما، (p-٤٣)لِانْتِشارِها، وشَبَّهَها بِالرِّشاءِ - بِالكَسْرِ والمَدِّ، وهو الحَبْلُ، والرِشى كَغِنى، الفَصِيلُ والبَعِيرُ يَقِفُ فَيَصِيحُ الرّاعِي: ارْشُهُ [ارْشُهُ -]، أوْ أرْشِهِ أرْشِهِ، فَيَحُكُّ خَوْرانُهُ، أيْ مِبْعَرُهُ بِيَدِهِ فَيَعْدُو، وقالَ ابْنُ فارِسٍ: والخَوْرانُ: مَجْرى الرَّوْثِ في الدّابَّةِ، وأرْشى: فَعَلَ ذَلِكَ، والقَوْمُ في دَمِهِ: شَرِكُوا، لِأنَّ ذَلِكَ انْتِشارٌ، وبِسِلاحِهِمْ فِيهِ: أشْرَعُوهُ، والرَّشاةُ: نَبَتٌ يُشْرَبُ لِلْمَشْيِ؛ ومِن مَهْمُوزِهِ: رَشَأ: جامَعَ، ولا ألَجَ مِنَ المُتَهَيِّئُ لِلْجِماعِ، وفِيهِ الِانْتِشارُ أيْضًا، ورَشَأتِ الظَّبْيَةُ: ولَدَتْ، والرَّشَأُ - بِالتَّحْرِيكِ اسْمٌ لِلِظَّبْيِ إذا قَوِيَ ومَشى مَعَ أُمِّهِ، فَيَكُونُ حِينَئِذٍ أهْلًا لِلِانْتِشارِ واللَّجاجِ في الجَرْيِ، والرَّشَأُ أيْضًا: شَجَرَةٌ تَسْمُو فَوْقَ القامَةِ، وعُشْبَةٌ كالقَرْنُوَةِ، بِالقافِ، كَأنَّها شَدِيدَةُ الحَرافَةِ فَشُبِّهَتْ بِاللَّجُوجِ، لِأنَّ القَرْنُوَةَ يُدْبَغُ بِها - انْتَهى المَهْمُوزُ.
ووَشَرَ الخَشَبَةَ بِالمِيشارِ - غَيْرُ مَهْمُوزٍ، لُغَةٌ فِي: أشَرَها - إذا نَشَرَها، أيْ فَرَقَها بِاثْنَيْنِ أوْ أكْثَرَ، والوَشْرُ أيْضًا: تَحْدِيدُ المَرْأةِ أسْنانَها وتَرْقِيقُها، (p-٤٤)وهُوَ مِنَ القُوَّةِ واللَّمَعانِ والتَّفْرِيقِ، والمُؤْتَشِرَةُ الَّتِي تَسْألُ أنْ يَفْعَلَ بِها ذَلِكَ، ومُوَشِّرُ العَضُدَيْنِ - ويَهْمِزُ: الجَعْلُ، لِأنَّ أعَضادَهُ كالمُنَشَّرَةِ حِزُوزًا؛ ومِن مَهْمُوزِهِ: أشِرُ - بِالكَسْرِ، أيْ مَرَحَ، أيِ ازْدَرى الخُلُقَ وعامَلَهم مُعامَلَةَ المُسْتَهِينِ بِهِمْ، فَظَلَمَهم ولَجَّ في عُتُوِّهِ، وناقَةٌ مُئَشَيِّرٌ: نَشِيطَةٌ، وأشَّرَ الأسْنانَ: تَحْرِيزُها - تَشْبِيهًا لَها بِأسْنانِ المِئْشارِ الَّذِي يَقْطَعُ بِهِ الخَشَبَ ونَحْوَهُ قَطْعًا سَرِيعًا، فَهو كَفِعْلِ اللَّجُوجِ - انْتَهى المَهْمُوزُ؛ ووِرَشَ الطَّعامَ: تَناوُلَهُ وأكَلَ شَدِيدًا حَرِيصًا، وطَمَعَ وأسَفَ لِمَداقِّ الأُمُورِ، لِأنَّ ذَلِكَ لا يَكُونُ [إلّا -] عَنْ تَمادٍ ولِجاجٍ، ووِرَشَ فُلانٌ بِفُلانٍ: أغْراهُ، ووَرِشَ عَلَيْهِمْ: دَخَلَ وهم يَأْكُلُونَ ولَمْ يَدَعْ، ووَرِشَ اسْمُ شَيْءٍ يُصْنَعُ مِنَ اللَّبَنِ، لِأنَّهُ انْتَشَرَ عَنْ أصْلِ خِلْقَتِهِ، والوَرَشُ - بِالتَّحْرِيكِ: وجَعٌ في الجَوْفِ، وكَكَتِفٍ: النَّشِيطُ الخَفِيفُ مِنَ الإبِلِ وغَيْرِها، وهي بَهاءٍ، والتَّوْرِيشُ: التَّحْرِيشُ، والوِرْشانُ: طائِرٌ. ومِن (p-٤٥)مَهْمُوزِهِ الأرْشُ، وهي الدِّيَةُ، لِأنَّهُ يَلِجُ في طَلَبِها والرِّضى بِها وأكْثَرَ ما يَتَعاطى مِن أمْرِها، وهو أيْضًا الرَّشْوَةُ، وما نَقَصَ العَيْبُ مِنَ الشَّيْءِ - قالَ في القامُوسِ، لِأنَّهُ سَبَبٌ لِلِأرْشِ والخُصُومَةِ، وبَيْنَهُما أرْشٌ، أيِ اخْتِلافٌ وخُصُومَةٌ، والأرْشُ: الإغْراءُ والإعْطاءُ، لِأنَّ المُعْطِيَ يَغْلِبُ نَفْسَهُ، فَكَأنَّهُ خاصَمَها فَلَجَّ حَتّى غَلَبَها، والأرْشُ: الخُلُقُ، لِأنَّهُ مَنشَأُ اللَّجاجِ، يُقالُ: ما أدْرِي أيُّ الأرْشِ هُوَ؟ أيُّ الخُلُقِ، والمَأْرُوشُ: المَخْلُوقُ، وآرِشٌ - كَصاحِبٍ: جَبَلٌ - انْقَضى المَهْمُوزُ. والرَّوْشُ: الأكْلُ الكَثِيرُ، والأكْلُ القَلِيلُ - ضِدٌّ، وفَهْوٌ مِنَ التَّمادِي والضَّعْفِ الَّذِي رُبَّما نَشَأ مِنَ التَّمادِي مَعَ شَبَهِهِ بِالرِّيشِ، وجَمَلٌ راشٍ: كَثِيرُ شَعْرِ الأُذُنِ؛ ومِنَ التَّبْيِينِ: شارَ الدّابَّةَ - إذا رَكِبَها عِنْدَ العَرْضِ عَلى مُشْتَرِيها، وشَوَّرَها: نَظَرَ كَيْفَ مِشْوارُها، أيْ سَيْرِها، أوْ بَلاها يَنْظُرُ ما عِنْدَها (p-٤٦)أوْ قَلَبَها وكَذا الأُمَّةُ، واسْتَشارَ الفَحْلُ النّاقَةَ: كَرَفِّها فَنَظَرَ إلَيْها ألاقِحٌ [هِيَ -] أمْ لا؟ واسْتَشارَ أمْرَ فُلانٍ: تَبَيَّنَ، والمُسْتَشِيرُ: مَن يَعْرِفُ الحائِلَ مَن غَيْرِها، وهو يَرْجِعُ إلى التَّمادِي، لِأنَّهُ لَوْلاهُ ما عَرَفَ الأمْرَ؛ ومِنَ الضَّعْفِ: راشاهُ: حاباهُ وصانَعَهُ، وتَرَشّاهُ: لايَنَهُ، وإنَّكَ لَمُسْتَرِشٍّ لِفُلانٍ: مُطِيعٌ لَهُ [تابِعٌ -] لِمَسَرَّتِهِ، وهو مِنَ الرَّشْوَةِ، وجَمَلٌ راشٍ: ضَعِيفُ الصُّلْبِ، وكَذا رُمْحٌ راشٍ، وهي بَهاءٍ، وراشَهُ المَرَضُ: ضَعَّفَهُ، كَأنَّهُ مِنَ الرِّيشِ، وكُلُّ ذَلِكَ يَرْجِعُ بَعْدَ التَّأمُّلِ إلى التَّمادِي - واللَّهُ أعْلَمُ.
ومادَّةُ ”بَخَسَ“ بِكُلِّ تَرْتِيبٍ مِن بَخَسَ وخَبَسَ وسَبَخَ وسَخَبَ تَدُورُ عَلى القِلَّةِ، ويُلْزِمُها الأخْذُ بِالكَفِّ: بَخَسَتْهُ حَقَّهُ: نَقَصَتْهُ فَجَعَلَتْهُ أقَلَّ مِمّا كانَ، والبَخْسُ: فَقْءُ العَيْنِ، فَهو نَقْصٌ خاصٌّ، والبَخْسُ: أرْضٌ تَنْبُتُ بِلا سَقْيٍ، كَأنَّهُ لِقِلَّةِ [ما نَبَتَ بِها بِالنِّسْبَةِ إلى أرْضِ السَّقْيِ، والبَخْسُ: المَكْسُ، وسَبَّخْتُ عَنْ فُلانٍ: خَفَّفَتْ عَنْهُ، والسَّبْخَةُ: أرْضٌ مِلْحَةٌ، لِقِلَّةِ -] نَبْتِها ونَفْعِها، وسَبَّخَتِ القُطْنَ - إذا قَطَعَتْهُ، (p-٤٧)فَصارَتْ جُمْلَتُهُ قَلِيلَةً؛ [و -] التَّسْبِيخُ: ما يُسْقِطُ مِن رِيشِ الطّائِرِ - لِنَقْصِهِ مِنهُ، والتَّسْبِيخُ: النَّوْمُ الشَّدِيدُ - لِنَقْصِهِ صاحِبِهِ وتَخْفِيفِهِ ما عِنْدَهُ مِنَ الثِّقَلِ؛ ومِن ذَلِكَ الخَبْسُ، وهو الأخْذُ بِالكَفِّ - وهو لازِمٌ لِلْقِلَّةِ، ومِنهُ قِيلَ لِلْأسَدِ: الخابِسُ، لِأخْذِهِ ما يُرِيدُهُ بِكَفِّهِ؛ والسِّخابُ: قِلادَةٌ مِن قَرَنْفُلٍ لَيْسَ فِيها جَوْهَرٌ ولا لُؤْلُؤٌ.
ولِما كانَ البَخْسُ القَلِيلُ النّاقِصُ، أبْدَلَ مِنهُ - تَأْكِيدًا لِلْمَعْنى تَسْفِيهًا لِرَأْيِهِمْ وتَعْجِيبًا مِن حالِهِمْ - قَوْلُهُ: ﴿دَراهِمَ﴾ أيْ لا دَنانِيرَ ﴿مَعْدُودَةٍ﴾ أيْ أهْلٍ لِأنْ تُعَدُّ، لِأنَّهُ لا كَثْرُهُ لَها يَعْسُرُ مَعَها ذَلِكَ، رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أنَّها كانَتْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا ﴿وكانُوا﴾ أيْ كَوْنًا هو كالجِبِلَّةِ ﴿فِيهِ﴾ أيْ خاصَّةٍ دُونَ بَقِيَّةِ مَتاعِهِمِ، انْتِهازًا لِلْفُرْصَةِ فِيهِ قَبْلَ أنْ يُعَرَّفَ عَلَيْهِمْ فَيَنْزِعُ مِن أيْدِيهِمْ ﴿مِنَ الزّاهِدِينَ﴾ أيْ كَمالِ الزُّهْدِ حَتّى رَغِبُوا عَنْهُ فَباعُوهُ بِما طُفْ، والزُّهْدُ: انْصِرافُ الرَّغْبَةِ عَنِ الشَّيْءِ إلى ما هو خَيْرٌ مِنهُ عِنْدَ الزّاهِدِ، وهَذا يُعَيِّنُ أنَّ الضَّمِيرَ لِلسَّيّارَةِ لِأنَّ حالَ إخْوَتِهِ في أمْرِهِ فَوْقَ الزُّهْدِ بِمَراحِلَ، فَلَوْ كانَ لَهم لَقِيلَ: وكانُوا لَهُ مِنَ المُبْعَدِينَ أوِ المُبْغِضِينَ، ونَحْوَ ذَلِكَ.
{"ayah":"وَشَرَوۡهُ بِثَمَنِۭ بَخۡسࣲ دَرَ ٰهِمَ مَعۡدُودَةࣲ وَكَانُوا۟ فِیهِ مِنَ ٱلزَّ ٰهِدِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











