الباحث القرآني

ولَمّا كانَ شُعَيْبٌ خَتَنَ مُوسى عَلَيْهِما السَّلامُ، كانَ ذِكْرُ قِصَّتِهِ هُنا (p-٣٦٨)مُتَوَقَّعًا مَعَ ما حَرَّكَ إلى تَوَقُّعِها مِن ذِكْرِ كِتابِهِ أوَّلَ السُّورَةِ وما في عَصا مُوسى مِن مُناسَبَةِ ناقَةِ مَن خُتِمَ بِالتَّشْبِيهِ بِحالِهِمْ، فَذَكَرَها بَعْدَها مُفْتَتِحًا لَها بِحَرْفِ التَّوَقُّعِ فَقالَ مُؤَكِّدًا تَنْبِيهًا عَلى أنَّ فِرْعَوْنَ فَعَلَ فِعْلَ قُرَيْشٍ في الإدْبارِ عَنِ الآياتِ العَظِيمَةِ ولَمْ يَتْرُكْ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ شَيْئًا مِمّا أُوحِيَ إلَيْهِ مِن إنْذارِهِ: ﴿ولَقَدْ أرْسَلْنا﴾ أعادَ الفِعْلَ وأبْرَزَهُ في مَظْهَرِ العَظَمَةِ إشارَةً إلى باهِرِ مُعْجِزاتِهِ ﴿مُوسى بِآياتِنا﴾ أيِ المُعْجِزاتِ الَّتِي أظْهَرَها ﴿وسُلْطانٍ﴾ أيْ: أمْرٍ قاهِرٍ لِلْقِبْطِ، والظّاهِرُ أنَّهُ حِكايَةُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ مِنهُ عَلى ما كانَ لَهُ مِنَ السَّطْوَةِ والتَّحَرُّقِ عَلَيْهِ ﴿مُبِينٍ﴾ أيْ: بَيِّنٌ بِنَفْسِهِ، وهو في قُوَّةِ بَيانِهِ كَأنَّهُ مُبِينٌ لِغَيْرِهِ ما فِيهِ مِنَ الأسْرارِ، والآيَةُ تَعُمُّ الأمارَةَ والدَّلِيلَ القاطِعَ، والسُّلْطانُ يَخُصُّ القاطِعَ، والمُبِينُ [يَخُصُّ] ما فِيهِ جَلاءٌ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب