الباحث القرآني

﴿وامْرَأتُهُ﴾ أيْ: [جاءَتْهُ الرُّسُلُ بِالبُشْرى أيْ ذَكَرُوها لَهُ] والحالُ أنَّ زَوْجَةَ إبْراهِيمَ الَّتِي هي كامِلَةُ المُرُوءَةِ وهي سارَّةُ ﴿قائِمَةٌ﴾ قِيلَ: عَلى بابِ الخَيْمَةِ [لِأجَلِ] ما لَعَلَّها (p-٣٣١)تَفُوزُ بِهِ مِنَ المُعاوَنَةِ عَلى خِدْمَتِهِمْ، فَسَمِعَتِ البِشارَةَ بِالوَلَدِ الَّتِي دَلَّ عَلَيْها فِيما مَضى قَوْلُهُ: ﴿بِالبُشْرى﴾ [هود: ٦٩] ﴿فَضَحِكَتْ﴾ أيْ: تَعَجَّبَتْ مِن تِلْكَ البُشْرى لِزَوْجِها مَعَ كِبَرِهِ، ورُبَّما ظَنَّتْهُ مَن غَيْرِها لِأنَّها - مَعَ أنَّها كانَتْ عَقِيمًا - عَجُوزٌ، فَهو مِن إطْلاقِ المُسَبَّبِ عَلى السَّبَبِ [إشارَةً إلى أنَّهُ تَعَجُّبٌ عَظِيمٌ] ﴿فَبَشَّرْناها﴾ أيْ: فَتَسَبَّبَ عَنْ تَعَجُّبِها أنّا أعَدْنا لَها البُشْرى مُشافَهَةً بِلِسانِ المَلائِكَةِ تَشْرِيفًا لَها وتَحْقِيقًا أنَّهُ مِنها ﴿بِإسْحاقَ﴾ تَلِدُهُ ﴿ومِن وراءِ إسْحاقَ يَعْقُوبَ﴾ أيْ: يَكُونُ يَعْقُوبُ ابْنًا لِإسْحاقَ، والَّذِي يَدُلُّ عَلى [ما] قُدَّرْتُهُ - مِن أنَّهم بَشَّرُوهُ بِالوَلَدِ قَبْلَ امْرَأتِهِ فَسَمِعَتْ فَعَجِبَتْ - ما يَأْتِي عَنْ نَصِّ التَّوْراةِ، والحَكَمُ العَدْلُ عَلى ذَلِكَ كُلِّهِ قَوْلُهُ تَعالى في الذّارِياتِ: ﴿قالُوا لا تَخَفْ وبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ﴾ [الذاريات: ٢٨] ﴿فَأقْبَلَتِ امْرَأتُهُ في صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وجْهَها﴾ [الذاريات: ٢٩] - الآيَةَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب