الباحث القرآني

ولَمّا تَمَّتْ قِصَّتُهم عَلى هَذا الوَجْهِ البَدِيعِ والأُسْلُوبِ \ المُطْرِبِ، قالَ تَعالى عاطِفًا عَلى قَوْلِهِ: ﴿تِلْكَ مِن أنْباءِ الغَيْبِ﴾ [هود: ٤٩] ﴿وتِلْكَ عادٌ﴾ أيْ: قِصَّةُ القَوْمِ البُعَداءِ البُغَضاءِ، ما كُنْتَ تَعْلَمُها عَلى هَذا التَّفْصِيلِ أنْتَ ولا قَوْمُكَ ولا أهْلُ الكِتابِ، وإنَّما نُفِيَتْ عَنْ أهْلِ الكِتابِ لِأنَّهم لا يَعْلَمُونَ إلّا ما لَهُ أصْلٌ عَنْ أنْبِيائِهِمْ، وهَذِهِ وقِصَّةُ ثَمُودٍ لَيْسَتا في التَّوْراةِ ولا شَيْءَ مِن أسْفارِ أنْبِيائِهِمْ، وسَألْتُ بَعْضَ عُلَمائِهِمْ فَلَمْ أجِدْ عِنْدَهُ شَيْئًا مِن عِلْمِها ولا حَرْفًا واحِدًا ولا سَمِعَ بِعادٍ ولا هُودٍ، وتَلْخِيصُ قِصَّتِهِمْ أنَّهم ﴿جَحَدُوا﴾ أيْ: كَذَّبُوا عِنادًا واسْتِهانَةً ﴿بِآياتِ رَبِّهِمْ﴾ المُحْسِنِ إلَيْهِمْ ﴿وعَصَوْا رُسُلَهُ﴾ فَإنَّ مَن عَصى واحِدًا مِنهم فَقَدْ عَصى الكُلَّ لِاتِّفاقِهِمْ عَلى أمْرٍ واحِدٍ مَعَ التَّساوِي في مُطْلَقِ المُعْجِزَةِ ﴿واتَّبَعُوا﴾ أيْ: بِغايَةِ جُهْدِهِمْ ﴿أمْرَ كُلِّ جَبّارٍ﴾ أيْ: قاهِرٍ بَلِيغِ القَهْرِ يَجْبُرُ غَيْرَهُ عَلى ما يُرِيدُ، وهَذا يَدُلُّ عَلى أنَّهُ لا عُذْرَ في أصْلِ الدِّينِ بِوَجْهٍ؛ فَإنَّ الضَّمائِرَ لا يَعْلَمُها إلّا اللَّهُ [فَيُمْكِنُ كُلَّ أحَدٍ مُخالَفَةُ الجَبّارِ فِيهِ] ﴿عَنِيدٍ﴾ أيْ: طاغٍ باغٍ لا يَقْبَلُ الحَقَّ بِوَجْهٍ، فَأُهْلِكُوا ولَمْ يَمْنَعْهم تَجَبُّرُهم ولا أغْنى عَنْهم عِنادُهم وتَكَبُّرُهُمْ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب