الباحث القرآني
ولَمّا تَمَّ ذَلِكَ عَلى أوْضَحِ المَسالِكِ، وخُتِمَ بِالحَثِّ عَلى التَّذَكُّرِ، وكانَ تَقْدِيمُ ذِكْرِ كِتابِ مُوسى مُحَرِّكًا لِتَوَقُّعِ ذِكْرِ نَبَئِهِ ونَبَأِ غَيْرِهِ مِنَ الرُّسُلِ، عُطِفَ - مَقْرُونًا بِحَرْفِ التَّوَقُّعِ عَلى العامِلِ الَّذِي قَدَّرْتُهُ في قَوْلِهِ: ﴿ألا تَعْبُدُوا إلا اللَّهَ﴾ [هود: ٢] (p-٢٦٥)أوْ عَلى قَوْلِهِ: ﴿إنَّما أنْتَ نَذِيرٌ﴾ [هود: ١٢] وهو أحْسَنُ وأقْرَبُ - قَوْلُهُ: ﴿ولَقَدْ أرْسَلْنا﴾ أيْ: بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ ﴿نُوحًا إلى قَوْمِهِ﴾ أيِ الَّذِينَ هم عَلى لِسانِهِ؛ وما بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ القِصَصِ تَقْرِيرًا لِمَضْمُونِ هَذا المَثَلِ وتَثْبِيتًا وتَسْلِيَةً وتَأْيِيدًا وتَعْزِيَةً لِهَذا النَّبِيِّ الكَرِيمِ لِئَلّا يَضِيقَ صَدْرُهُ بِشَيْءٍ مِمّا أُمِرَ بِإبْلاغِهِ حِرْصًا عَلى إيمانِ أحَدٍ وإنْ كانَ أقْرَبَ الخَلائِقِ إلَيْهِ وأعَزَّهم عَلَيْهِ كَما تَقَدَّمَتِ الإشارَةُ إلَيْهِ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَلا يَكُنْ في صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنهُ﴾ [الأعراف: ٢] وقَوْلِهِ: ﴿وضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ﴾ [هود: ١٢] ويَأْتِي في قَوْلِهِ: ﴿وكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِن أنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ﴾ [هود: ١٢٠] فَوَضَحَ أنَّ هَذِهِ القِصَصَ لِهَذا المَعْنى سِيقَتْ، وأنَّ سِياقَها في الأعْرافِ وغَيْرِها كانَ لِغَيْرِ ذَلِكَ كَما تَقَدَّمَ وأنَّ تَضَمُّنَ هَذا الغَرَضِ بَيانُ إهْلاكِ مَن كانُوا أشَدَّ مِنَ العَرَبِ قُوَّةً وأكْثَرَ جَمْعًا وأمْكَنَ أمْرًا وأقْوى عِنادًا وأعْظَمَ فَسادًا وأحَدَّ شَوْكَةً وما اتَّفَقَ في دِيارِهِمْ مِنَ الطّامّاتِ والأهْوالِ المُفْظِعاتِ تَحْذِيرًا مِن مِثْلِ حالِهِمْ بِارْتِكابِ أفْعالِهِمْ، فَفَرْقٌ بَيْنَ ما يُساقُ لِلشَّيْءِ وما يَلْزَمُ مِنهُ الشَّيْءُ، ولِهَذا الغَرَضِ المَقْصُودِ هُنا طُوِّلَتْ قِصَّةُ نُوحٍ في هَذِهِ السُّورَةِ ما لَمْ يُطَوَّلْهُ في غَيْرِها، وصُدِّرَتْ بِقَوْلِهِ: ﴿إنِّي﴾ أيْ: قائِلًا عَلى قِراءَةِ الجُمْهُورِ بِالكَسْرِ، والتَّقْدِيرُ عِنْدَ ابْنِ كَثِيرٍ وأبِي عَمْرٍو والكِسائِيِّ: مُلْتَبِسًا بِأنِّي ﴿لَكُمْ﴾ أيْ: خاصَّةً ﴿نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ أيْ: مُخَوِّفٌ بَلِيغُ التَّحْذِيرِ، أُبَيِّنُ ما أُرْسِلْتُ بِهِ غايَةَ البَيانِ، وذَكَرَ فِيها أنَّهُ طالَتْ مُجادَلَتُهُ لَهم وأنَّهُ لَمّا وضَحَ لَهُ أمْرُ اللَّهِ تَعَوَّذَ مِنَ السُّؤالِ فِيهِ وفي كُلِّ ما يُشْبِهُهُ، وخُلِّلَتْ (p-٢٦٦)قِصَّتُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿أمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ﴾ [هود: ٣٥] خِطابًا لِهَذا النَّبِيِّ الكَرِيمِ وخُتِمَتْ بِقَوْلِهِ: ﴿فاصْبِرْ إنَّ العاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [هود: ٤٩] وذُكِرَتْ قِصَّةُ إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ لِما ضُمِّنَتْهُ مِن أنَّهُ بُشِّرَ الوَلَدَ بِما لَمْ يَجْرِ بِمِثْلِهِ عادَةٌ فَلَمْ يَتَرَدَّدْ فِيهِ، وأنَّهُ جادَلَ الرُّسُلَ في قَوْمِ ابْنِ أخِيهِ لُوطٍ، وأنَّهُ لَمّا تَحَقَّقَ حَتْمُ الأمْرِ وبَتَّ الحُكْمِ سَلَّمَ لِرَبِّهِ مَعَ كَوْنِهِ حَلِيمًا أوّاهًا مُنِيبًا إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِمّا يُومِئُ إلَيْهِ سِياقُ القَصَصِ، فَكَأنَّهُ قِيلَ: إنَّما أنْتَ نَذِيرٌ أرْسَلْناكَ لِتُبَلِّغَ ما أُرْسِلْتَ بِهِ مِنَ الإنْذارِ وإنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ، وعِزَّتِنا لَقَدْ أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا مُنْذِرِينَ فَدَعَوْا إلى ما أُمِرْتَ بِالدَّعْوَةِ إلَيْهِ وأنْذَرُوهم ما يَشُقُّ عَلَيْهِمْ مِن بَأْسِنا امْتِثالًا لِأمْرِنا وما تَرَكُوا شَيْئًا مِنهُ خَوْفًا مِن إعْراضٍ ولا رَجاءٍ في إقْبالٍ عَلى أنَّ أُمَمَهم قالُوا لَهم ما قالَتْ لَكَ أُمَّتُكَ كَما يُشِيرُ إلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى عَنْ نُوحٍ: ﴿ولا أقُولُ لَكم عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ﴾ [هود: ٣١] - الآيَةَ. وقَدْ كانَ في المُخالِفِينَ مِن أُمَمِهِمُ القَرِيبُ مِنهم نَسَبُهُ والعَزِيزُ عَلَيْهِمْ أمْرُهُ مِنَ ابْنٍ وصاحِبَةٍ وغَيْرِهِما، هَذا مَعَ أنَّ قِصَصَهم دَلِيلٌ عَلى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ألا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ﴾ [هود: ٨] وزَجْرٌ لَهم عَنْ مِثْلِ قَوْلِهِمْ: ﴿ما يَحْبِسُهُ﴾ [هود: ٨] وتَأْيِيدٌ لِقَوْلِهِ: ﴿ومِن قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إمامًا ورَحْمَةً﴾ [هود: ١٧] - وغَيْرُ ذَلِكَ مِمّا تَقَدَّمَ، فَقَدْ عُلِمَ مِن هَذا الوَجْهِ في تَكْرِيرِ هَذِهِ القِصَصِ، وأنَّهُ في كُلِّ سُورَةٍ لِمَقْصِدٍ يُخالِفُ المَقْصِدَ في غَيْرِها وإنْ كانَ يُسْتَفادُ مِن (p-٢٦٧)ذَلِكَ فَوائِدُ أُخَرُ: مِنها إظْهارُ القُدْرَةِ في بَيانِ الإعْجازِ بِتَصْرِيفِ المَعْنى في الوُجُوهِ المُخْتَلِفَةِ لِما في ذَلِكَ مِن عُلُوِّ الطَّبَقَةِ في البَلاغَةِ لِأنَّهُ رُبَّما قالَ مُتَعَنِّتٌ عِنْدَ التَّحَدِّي: قَدِ اسْتَوْفى اللَّفْظَ البَلِيغَ عَلى الأُسْلُوبِ الأكْمَلِ البَدِيعِ في هَذِهِ القِصَصِ فَلَمْ تَبْقَ لَنا ألْفاظٌ نُعَبِّرُ بِها عَنْ هَذِهِ المَعانِي حَتّى نَأْتِيَ بِمِثْلِ هَذِهِ القِصَّةِ؛ فَأتى بِها ثانِيًا إظْهارًا لِعَجْزِهِ وقَطْعًا لِحُجَّتِهِ، ورُبَّما كُرِّرَتْ ثالِثًا ورابِعًا تَوْكِيدًا لِذَلِكَ وتَمْكِينًا لِلِاعْتِبارِ بِضُرُوبِ البَيانِ وتَصْبِيرًا لِلنَّبِيِّ ﷺ عَلى أذى قَوْمِهِ حالًا فَحالًا، فَإنْ قِيلَ: فَما بالُها تَأْتِي تارَةً في غايَةِ البَسْطِ وتارَةً في غايَةِ الإيجازِ وتارَةً عَلى الوَسَطِ؟ قِيلَ: هَذا مِن أعْلى دَرَجاتِ البَلاغَةِ وأجَلِّ مَراتِبِ الفَصاحَةِ والبَراعَةِ، فَإنْ قِيلَ: فَإنّا نَرى القِصَّةَ تُبْسَطُ في بَعْضِ السُّورِ غايَةَ البَسْطِ ثُمَّ تُوجَزُ في غَيْرِها غايَةَ الإيجازِ ويُؤْتِي فِيها ما لَمْ يُؤْتِ في المَبْسُوطَةِ كَما في العَنْكَبُوتِ فَإنَّهُ عَيَّنَ فِيها مِقْدارَ لُبْثِهِ وأنَّهُ كانَ ألْفَ سَنَةٍ إلّا خَمْسِينَ عامًا، فَلِمَ لا اسْتَوْعَبَتْ جَمِيعَ المَعانِي في المَوْضِعِ المَبْسُوطِ كَما هو الألْيَقُ بِمَقامِ البَسْطِ لا سِيَّما لِمَن لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ ولا يَنْسى، وإذا وقَعَ حَذْفٌ كانَ في المُوجَزَةِ، قِيلَ: قالَ شَيْخُنا حافِظُ العَصْرِ أبُو الفَضْلِ بْنُ حَجَرٍ: إنَّ الإمامَ أبا حاتِمِ بْنِ حِبّانَ البَسْتِيَّ ذَكَرَ في كِتابِهِ: «التَّقاسِيمُ والأنْواعُ»: إنَّما لَمْ يُرَتِّبْهُ لِيُحْفَظَ؛ إذْ لَوْ رَتَّبَهُ تَرْتِيبًا سَهْلًا لاتَّكَلَ مَن يَكُونُ عِنْدَهُ عَلى سُهُولَةِ الكَشْفِ مِنهُ فَلا يَتَحَفَّظُهُ، وإذا وعِرَ طَرِيقُ الكَشْفِ (p-٢٦٨)كانَ أدْعى إلى حِفْظِهِ لِيَكُونَ عَلى ذُكْرٍ مِن جَمِيعِهِ، وذَكَرَ أنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ اقْتِداءً بِالكِتابِ العَزِيزِ؛ فَإنَّهُ رُبَّما أتى بِالقِصَصِ غَيْرَ مُرَتَّبَةٍ، قالَ شَيْخُنا: ومِن هُنا يَظْهَرُ أنَّ مِن أسْرارِ تَخْصِيصِ بَعْضِ المُوجَزاتِ بِما لَيْسَ في المَبْسُوطِ الحَثُّ عَلى حِفْظِ الجَمِيعِ - انْتَهى. وهَذِهِ فَوائِدُ يَنْبَغِي إهْمالُها بَلْ تُسْتَعْمَلُ حَيْثُ أمْكَنَ، والعُمْدَةُ في المُناسَبَةِ الوَجْهُ الأوَّلُ وهو أنَّها في كُلِّ سُورَةٍ لِمُناسَبَةٍ تَخُصُّ تِلْكَ السُّورَةَ، ثُمَّ يُراعِي في البَسْطِ وغَيْرِهِ المَعانِيَ المُناسِبَةَ لِلْمَقْصِدِ الَّذِي سِيقَتْ لَهُ القِصَّةُ - واللَّهُ المُوَفِّقُ.
واللّامُ في ”لَقَدْ“ لِلْقَسَمِ: قالَ الإمامُ أبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عِيسى الرُّمّانِيُّ: لِأنَّها تَدْخُلُ عَلى الفِعْلِ والحَرْفِ الَّذِي يَخْتَصُّ بِالفِعْلِ مِمّا يَصِحُّ مَعْناهُ مَعَهُ. ولامُ الِابْتِداءِ لِلِاسْمِ خاصَّةً، ومَعْنى ”قَدْ“ تَوَقُّعُ الخَبَرِ لِلتَّقْرِيبِ مِنَ الحالِ، يُقالُ: قَدْ رَكِبَ الأمِيرُ - لِقَوْمٍ يَتَوَقَّعُونَ رُكُوبَهُ \ فَعَلى هَذا القَوْلِ جَرى: ﴿ولَقَدْ أرْسَلْنا﴾ والإبانَةُ: إظْهارُ المَعْنى لِلنَّفْسِ بِما يُمْكِنُ إدْراكُهُ، وأصْلُهُ القَطْعُ، فالإبانَةُ قَطْعُ المَعْنى مِن غَيْرِهِ لِيَظْهَرَ في نَفْسِهِ - انْتَهى.
{"ayah":"وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦۤ إِنِّی لَكُمۡ نَذِیرࣱ مُّبِینٌ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











