الباحث القرآني

ولَمّا كانَ هَذا الحُسْبانُ لِشِدَّةِ وهْيِهِ وبَيانِ ضَعْفِهِ لا يَحْتاجُ إلى إقامَةِ دَلِيلٍ عَلى فَسادِهِ، اكْتَفى فِيهِ بِأداةِ الرَّدْعِ الجامِعَةِ لِكُلِّ زَجْرٍ فَقالَ: ﴿كَلا﴾ أيْ لا يَكُونُ ما حَسِبَهُ لِأنَّهُ لا يَكُونُ لَهُ ما لا يَكُونُ لِغَيْرِهِ مِن أمْثالِهِ بَلْ يَمُوتُ كَما ماتَ كُلُّ حَيٍّ مَخْلُوقٍ. ولَمّا كانَ كَأنَّهُ قِيلَ: فَما الَّذِي يَفْعَلُ بِهِ بَعْدَ المَوْتِ؟ قالَ مُقْسِمًا [دالًّا -] بِاللّامِ الدّاخِلَةِ عَلى الفِعْلِ عَلى القَسَمِ: ﴿لَيُنْبَذَنَّ﴾ أيْ لَيَطْرَحَنَّ بَعْدَ مَوْتِهِ طَرْحَ ما هو خَفِيفٌ هَيِّنٌ جِدًّا عَلى كُلِّ طارِحٍ كَما دَلَّ عَلَيْهِ التَّعْبِيرُ بِالنَّبْذِ وبِالبِناءِ لِلْمَفْعُولِ ﴿فِي الحُطَمَةِ﴾ أيِ الطَّبَقَةِ مِنَ النّارِ الَّتِي مِن شَأْنِها أنْ تُحَطَّمَ أيْ تُكَسَّرَ وتُهَشَّمَ بِشِدَّةٍ وعُنْفٍ كُلِّ ما طَرَحَ فِيها فَيَكُونُ أخْسَرَ الخاسِرِينَ، وعَبَّرَ بِها في مُقابَلَةِ الِاسْتِعْدادِ بِالمالِ الحامِلِ عَلى الِاسْتِهانَةِ بِالخَلْقِ، قالَ الأُسْتاذُ أبُو الحَسَنِ الحَرالِيُّ: فَلِمَعْنى ما يَخْتَصُّ بِالحُكْمِ يُسَمِّي تَعالى بِاسْمٍ مِن أسْمائِها مِن نَحْوِ جَهَنَّمَ فِيما يَكُونُ مُواجَهَةً ومِن نَحْوِ الحُطَمَةِ فِيما يَكُونُ جَزاءً لِقُوَّةِ قَهْرٍ واسْتِعْدادٍ بِعَدَدٍ، ونَحْوُ ذَلِكَ في سائِرِ أسْمائِها، وعَظَّمَ شَأْنَها سُبْحانَهُ وتَعالى بِقَوْلِهِ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب