الباحث القرآني

ولَمّا كانَ الَّذِي يَفْعَلُ النَّقِيصَةَ مِن غَيْرِ حاجَةٍ تُحْوِجُهُ إلَيْها أقْبَحُ حالًا (p-٢٤٥)وكانَ المُتَمَوِّلُ عِنْدَهم هو الرّابِحُ، وهم يَتَفاخَرُونَ بِالرِّبْحِ ويَعُدُّونَ الفائِزَ بِهِ مِن ذَوِي المَعالِي، قالَ مُقَيَّدًا لـ ”كُلٍّ“ بِالوَصْفِ مُبَيِّنًا الخاسِرَ كُلَّ الخَسارَةِ: ﴿الَّذِي جَمَعَ﴾ ولَمّا كانَ مُطْلَقُ الجَمْعِ يَدُلُّ عَلى الكَثْرَةِ جاءَ التَّشْدِيدُ في فِعْلِهِ لِأبِي جَعْفَرٍ وابْنِ عامِرٍ وحَمْزَةَ والكِسائِيِّ، وخِلْتُ تَصْرِيحًا بِما عَلِمَ تَلْوِيحًا ودَلالَةً عَلى أنَّ المَقْصُودَ بِهِ مَن جَعَلَ الدُّنْيا أكْبَرَ هَمِّهِ، والتَّخْفِيفَ لِمَن عَداهُمُ اكْتِفاءً بِأصْلِ مَدْلُولِهِ بِخِلافِ عَدَدٍ، فَإنَّ مُجَرَّدَهُ يَكُونُ لِما قَلَّ، ولِهَذا أجْمَعُوا عَلى التَّضْعِيفِ فِيهِ: ﴿مالا﴾ أيْ عَظِيمًا، وأكَّدَ مُرادَ الكَثْرَةِ بِقَوْلِهِ: ﴿وعَدَّدَهُ﴾ أيْ جَعَلَهُ بِحَيْثُ إذا أُرِيدَ عَدَدُهُ طالَ الزَّمانُ فِيهِ وكَثُرَ التَّعْدادُ، أوِ ادَّخَرَهُ وأمْسَكَهُ إعْدادًا لِما يَنُوبُهُ في هَذِهِ الدُّنْيا المُنْقَضِيَةِ، وزادَهُ قَيْدًا آخَرَ في بَيانِ حالِهِ فَقالَ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب