الباحث القرآني

ولَمّا ألْقى السّامِعُ جَمِيعَ فِكْرِهِ إلى تَعَرُّفِ أحْوالِها، قالَ ما تَقْدِيرُهُ: تَكُونُ ﴿يَوْمَ يَكُونُ﴾ أيْ كَوْنًا كَأنَّهُ جِبِلَّةٌ ﴿النّاسُ﴾ أيِ الَّذِينَ حالُهم (p-٢٢٢)النَّوْسُ عَلى كَثْرَتِهِمْ واخْتِلافِ ذَواتِهِمْ وأحْوالِهِمْ ومَراتِبِهِمْ ومَقادِيرِهِمْ وانْتِشارِهِمْ بَعْدَ بَعْثَرَةِ القُبُورِ وتَحْصِيلِ ما في الصُّدُورِ ﴿كالفَراشِ﴾ أيْ صِغارِ الجَرادِ لِأنَّها تَتَفَرَّشُ وتَتَهافَتُ عَلى النّارِ، أوْ هو طَيْرٌ غَيْرُ ذَلِكَ لا دَمَ لَهُ، يَتَساقَطُ في النّارِ ولَيْسَ بِبَعُوضٍ ولا ذُبابٍ، وقالَ حَمْزَةُ الكَرْمانِيُّ: شَبَّهَهم بِالفَراشِ الَّتِي تَطِيرُ مِن هُنا ومِن هُنا ولا تَجْرِي عَلى سَمْتٍ واحِدٍ وهي هَمَجٌ يَجْتَلِبُها السِّراجُ، وقالَ غَيْرُهُ: وجْهُ الشَّبَهِ الكَثْرَةُ والِانْتِشارُ والضَّعْفُ والذِّلَّةُ والتَّطايُرُ إلى الدّاعِي مِن كُلِّ جانِبٍ كَما تَتَطايَرُ الفَراشُ، وكَثْرَةُ التَّهافُتِ في النّارِ ورُكُوبِ بَعْضِهِمْ [بَعْضًا -] ومَوْجِ بَعْضِهِمْ في بَعْضٍ مِن شِدَّةِ الهَوْلِ كَما قالَ تَعالى ﴿كَأنَّهم جَرادٌ مُنْتَشِرٌ﴾ [القمر: ٧] ﴿المَبْثُوثِ﴾ أيِ المُنْتَشِرِ المُتَفَرِّقِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب