الباحث القرآني

ولَمّا نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ لَمْ يَبْقَ مِمّا اقْتَضَتْهُ القِسْمَةُ العَقْلِيَّةُ إلّا العِنادُ مِمَّنْ يُمْكِنُ مِنهُ كَما فَعَلَ بَنُو إسْرائِيلَ بَعْدَ مَجِيءِ العِلْمِ فَأتْبَعَهُ النَّهْيَ عَنْ مِثْلِ حالِهِمْ بِقَوْلِهِ: ﴿ولا تَكُونَنَّ﴾ أيْ: بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ، والمُرادُ بِهَذا أتْباعُهُ ﴿مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا﴾ أيْ: فَعَلُوا فِعْلَ المُكَذِّبِ مُسْتَهِينِينَ ﴿بِآياتِ اللَّهِ﴾ أيِ الَّتِي لا أعْظَمَ مِنها بِإضافَتِها إلى مَن لا أعْظَمَ مِنهُ ﴿فَتَكُونَ﴾ أيْ: كَوْنًا راسِخًا ﴿مِنَ الخاسِرِينَ﴾ بَلِ اثْبُتْ عَلى ما أنْتَ عَلَيْهِ مِنَ اليَقِينِ والطُّمَأْنِينَةِ والثِّقَةِ بِاللَّهِ والسَّكِينَةِ، وهَذا ونَحْوَهُ مِمّا غَلُظَتْ فِيهِ العِبارَةُ دَلالَةً عَلى مَزِيدِ قُرْبِ المُخاطَبِ [وإنْ كانَ المُرادُ غَيْرَهُ] وعَظِيمِ مَنزِلَتِهِ ولَطِيفِ خُصُوصِيَّتِهِ كَما مَضى بَيانُهُ عَنِ الإمامِ أبِي الحَسَنِ الحَرالِّيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ في سُورَةِ بَراءَةَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿عَفا اللَّهُ عَنْكَ﴾ [التوبة: ٤٣] - الآيَةَ. وتَغْلِيظُ (p-٢٠٧)العِبارَةِ فِيهِ تَأْدِيبٌ عَظِيمٌ لِتابِعِيهِ؛ والشَّكُّ: الوُقُوفُ بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ، وهو مِن شَكِّ العُودِ فِيما يَنْفُذُ فِيهِ، لِأنَّهُ يَقِفُ بِذَلِكَ الشَّكِّ بَيْنَ جِهَتَيْهِ؛ والإنْزالُ: نَقْلُ الشَّيْءِ مِن عُلُوٍّ إلى سُفْلٍ؛ والِامْتِراءُ: طَلَبُ التَّشَكُّكِ مَعَ ظُهُورِ الدَّلِيلِ، مِن مَرْيِ الضَّرْعِ وهو مَسْحُهُ لِيَدِرَّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب