الباحث القرآني

ولَمّا أخْبَرَ سُبْحانَهُ عَنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ أخْبَرَ \ بِإجابَتِهِ بِقَوْلِهِ مُسْتَأْنِفًا: ﴿قالَ﴾ ولَمّا كانَ [المَوْضِعُ] مَحَلَّ التَّوَقُّعِ لِلْإجابَةِ، افْتَتَحَهُ بِحَرْفِهِ فَقالَ: ﴿قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما﴾ والبِناءُ لِلْمَفْعُولِ أدَلُّ عَلى القُدْرَةِ وأوْقَعُ في النَّفْسِ مِن جِهَةِ الدَّلالَةِ عَلى الفاعِلِ بِالِاسْتِدْلالِ، وثَنّى لِلْإعْلامِ بِأنَّ هارُونَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَعَ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ في هَذا الدُّعاءِ، لِأنَّهُ مَعَهُ كالشَّيْءِ الواحِدِ لا خِلافَ مِنهُ لَهُ أصْلًا وإنْ كانَ غائِبًا، وذَلِكَ (p-١٨٣)كَما «بايَعَ النَّبِيُّ ﷺ عَنْ عُثْمانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في عُمْرَةِ الحُدَيْبِيَةِ فَضَرَبَ بِإحْدى يَدَيْهِ عَلى الأُخْرى وهو غائِبٌ في حاجَةِ النَّبِيِّ ﷺ،» وكَذا ضَرَبَ لَهُ في غَزْوَةِ بَدْرٍ بِسَهْمِهِ وأجْرِهِ وكانَ غائِبًا. ولَمّا كانَتِ الطّاعَةُ وانْتِظارُ الفَرَجِ وإنْ طالَ زَمَنُهُ أعْظَمَ أسْبابِ الإجابَةِ، سَبَّبَ عَنْ ذَلِكَ قَوْلَهُ: ﴿فاسْتَقِيما﴾ أيْ: فاثْبُتا عَلى التَّعَبُّدِ والتَّذَلُّلِ والخُضُوعِ لِرَبِّكُما كَما أنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلامُ ثَبَتَ عَلى ذَلِكَ وطالَ زَمَنُهُ جِدًّا واشْتَدَّ أذاهُ ولَمْ يَضْجَرْ؛ ولَمّا كانَ الصَّبْرُ شَدِيدًا أكَّدَ قَوْلَهُ: ﴿ولا تَتَّبِعانِّ﴾ بِالِاسْتِعْجالِ أوِ الفَتْرَةِ عَنِ الشُّكْرِ ﴿سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب