الباحث القرآني

ثُمَّ عَلَّلَ إنْكارَ عَدَمِ تَقْواهم بِقَوْلِهِ: ﴿فَذَلِكُمُ﴾ أيِ العَظِيمُ الشَّأْنِ ﴿اللَّهُ﴾ أيِ الَّذِي لَهُ الجَلالُ والإكْرامُ، فَكانَتْ هَذِهِ قُدْرَتُهُ وأفْعالُهُ ﴿رَبُّكُمُ﴾ أيِ المُوجِدُ لَكُمُ، المُدَبِّرُ لِأُمُورِكُمُ الَّذِي لا إحْسانَ (p-١١٤)عِنْدَكم لِغَيْرِهِ ﴿الحَقُّ﴾ أيِ الثّابِتَةُ رُبُوبِيَّتُهُ ثَباتًا لا رَيْبَ فِيهِ [لِاجْتِماعِ الصِّفاتِ الماضِيَةِ لَهُ لا لِغَيْرِهِ لِأنَّهُ لا تَكُونُ الرُّبُوبِيَّةُ حَقِيقَةً لِمَن لَمْ تَجْتَمِعْ لَهُ تِلْكَ الصِّفاتُ] ”فَما“ أيْ: فَتَسَبَّبَ عَنْ ذَلِكَ أنْ يُقالَ لَكُمْ: ما ”ذا بَعْدَ الحَقِّ“ أيِ الَّذِي لَهُ أكْمَلُ الثَّباتِ ﴿إلا الضَّلالُ﴾ فَإنَّهُ لا واسِطَةَ بَيْنَهُما - بِما أنْبَأ عَنْهُ إسْقاطُ الجارِّ، ولا يَعْدِلُ عاقِلٌ عَنِ الحَقِّ إلى الضَّلالِ فَأنّى تُصْرَفُونَ أنْتُمْ عَنِ الحَقِّ إلى الضَّلالِ؛ ولِذَلِكَ سَبَّبَ عَنْهُ قَوْلَهُ: ﴿فَأنّى﴾ أيْ: فَكَيْفَ ومِن أيِّ جِهَةٍ ﴿تُصْرَفُونَ﴾ [أيْ] أنْتُمْ مِن صارِفٍ ما كائِنًا ما كانَ، عَنِ الحَقِّ إلى الضَّلالِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب