الباحث القرآني

ولَمّا بَيَّنَ حالَ الفَضْلِ فِيمَن أحْسَنَ، بَيَّنَ حالَ العَدْلِ فِيمَن أساءَ فَقالَ: ﴿والَّذِينَ كَسَبُوا﴾ أيْ: مِنهم ﴿السَّيِّئاتِ﴾ أيِ المُحِيطَةَ بِهِمْ ﴿جَزاءُ سَيِّئَةٍ﴾ أيْ: مِنهم ﴿بِمِثْلِها﴾ بِعَدْلِ اللَّهِ مِن غَيْرِ زِيادَةٍ ﴿وتَرْهَقُهم ذِلَّةٌ﴾ أيْ: مِن جُمْلَةِ جَزائِهِمْ، فَكَأنَّهُ قِيلَ: أما لَهُمُ انْفِكاكٌ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقِيلَ جَوابًا: ﴿ما لَهم مِنَ اللَّهِ﴾ أيِ المَلِكِ الأعْظَمِ؛ وأغْرَقَ في النَّفْيِ فَقالَ: ﴿مِن عاصِمٍ﴾ أيْ: يَمْنَعُهم مِن شَيْءٍ يُرِيدُهُ بِهِمْ. ولَمّا كانَ مِنَ المَعْلُومِ أنَّ ذَلِكَ مُغَيِّرٌ لِأحْوالِهِمْ، وصَلَ بِهِ قَوْلَهُ: ﴿كَأنَّما﴾ ولَمّا كانَ المَكْرُوهُ مُطْلَقَ كَوْنِها بِالمَنظَرِ السَّيِّئِ، بُنِيَ لِلْمَفْعُولِ قَوْلُهُ: ﴿أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ﴾ أيْ: أغْشاها مُغْشٍ لِشِدَّةِ سَوادِها لِما هي فِيهِ مِنَ السُّوءِ ﴿قِطَعًا﴾ ولَمّا كانَ القِطَعُ بِوَزْنِ عِنَبٍ مُشْتَرِكًا بَيْنَ ظُلْمَةِ آخِرِ اللَّيْلِ وجَمْعُ القِطْعَةِ مِنَ الشَّيْءِ، بَيَّنَ وأكَّدَ فَقالَ: ﴿مِنَ اللَّيْلِ﴾ أيْ: هَذا الجِنْسِ حالَ كَوْنِهِ ﴿مُظْلِمًا﴾ ولَمّا كانَ ذَلِكَ ظاهِرًا في أنَّهم أهْلُ الشَّقاوَةِ، وصَلَ بِهِ قَوْلَهُ: ﴿أُولَئِكَ﴾ أيِ البُعَداءُ (p-١٠٦)البَغْضاءُ ﴿أصْحابُ النّارِ﴾ ولَمّا كانَتِ الصُّحْبَةُ المُلازَمَةُ، بَيَّنَها بِقَوْلِهِ: ﴿هم فِيها﴾ [أيْ: خاصَّةً] ﴿خالِدُونَ﴾ أيْ: لا يُمَكَّنُونَ مِن مُفارَقَتِها؛ والرَّهَقُ: لَحاقُ الأمْرِ، ومِنهُ: راهَقَ الغُلامُ - إذا لَحِقَ حالَ الرِّجالِ؛ والقَتَرُ: الغُبارُ، ومِنهُ الإقْتارُ في الإنْفاقِ لِقِلَّتِهِ؛ والذِّلَّةُ: صِغَرُ النَّفْسِ بِالإهانَةِ؛ والكَسْبُ: الفِعْلُ لِاجْتِلابِ النَّفْعِ إلى النَّفْسِ أوِ اسْتِدْفاعِ الضُّرِّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب