الباحث القرآني

﴿وما كانَ﴾ أيْ: [و] ما يَنْبَغِي ولا يَتَأتّى ﴿لِنَفْسٍ﴾ أيْ: واحِدَةٍ فَما فَوْقَها ﴿أنْ تُؤْمِنَ﴾ أيْ: يَقَعَ مِنها إيمانٌ في وقْتٍ ما ﴿إلا بِإذْنِ اللَّهِ﴾ أيْ: بِإرادَةِ المَلِكِ الأعْلى الَّذِي لَهُ الخَلْقُ والأمْرُ وتَمْكِينُهُ، فَيَجْعَلُ الثَّباتَ والطُّمَأْنِينَةَ - اللّازِمَيْنِ لِلْإيمانِ الَّذِي هو أبْعَدُ شَيْءٍ عَنِ السِّحْرِ - عَلى الَّذِينَ يَنْتَفِعُونَ بِعُقُولِهِمْ فَيَلْزَمُونَ مَعالِيَ الأخْلاقِ الَّتِي هي ثَمَراتٌ لِلْإيمانِ ﴿ويَجْعَلُ الرِّجْسَ﴾ أيِ الِاضْطِرابَ والتَّزَلْزُلَ الَّذِي يَلْزَمُهُ التَّكْذِيبُ الَّذِي هو أشْبَهُ شَيْءٍ بِالسِّحْرِ لِأنَّهُ تَخْيِيلُ [ما] (p-٢١١)لا حَقِيقَةَ لَهُ والقَذَرُ والقَباحَةُ والغَضَبُ والعِقابُ النّاشِئُ عَنْهُ. ولَمّا كانَ ما في هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ الدَّلائِلِ قَدْ وصَلَ في البَيانِ إلى حَدٍّ لا يَحْتاجُ فِيهِ إلى غَيْرِ مُجَرَّدِ العَقْلِ قالَ: ﴿عَلى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ﴾ \ أيْ لا يُوجَدُ لَهم عَقْلٌ، فَهم لِذَلِكَ لا يَنْتَفِعُونَ بِالآياتِ وهم يَدَّعُونَ أنَّهم أعْقَلُ النّاسِ فَيَتَساقَطُونَ في مَساوِئِ الأخْلاقِ وهم يَدَّعُونَ أنَّهم أبْعَدُ النّاسِ عَنْها، فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ؛ والنَّفْسُ: خاصَّةُ الشَّيْءِ الَّتِي لَوْ بَطَلَ ما سِواها لَمْ يَبْطُلْ ذَلِكَ الشَّيْءُ، ونَفْسُهُ وذاتُهُ واحِدٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب