الباحث القرآني
* * *
(p-١٧)
سُورَةُ الفاتِحَةِ
بِسْمِ اللَّهِ القَيُّومِ الشَّهِيدِ الَّذِي لا يَعْزُبُ شَيْءٌ عَنْ عِلْمِهِ، ولا يَكُونُ شَيْءٌ إلّا بِإذْنِهِ؛ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الَّذِي عَمَّتْ رَحْمَتُهُ المَوْجُوداتِ، وطُبِعَ في مَرائِي القُلُوبِ عَظْمَتُهُ فَتَعالَتْ تِلْكَ السُّبُحاتُ، وأُجْرِيَ عَلى الألْسِنَةِ ذِكْرُهُ في العِباداتِ والعاداتِ؛ الرَّحِيمِ الَّذِي تَمَّتْ نِعْمَتُهُ بِتَخْصِيصِ أهْلِ وِلايَتِهِ بِأرْضى العِباداتِ.
قالَ شَيْخُنا الإمامُ المُحَقِّقُ أبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ العَلّامَةِ القُدْوَةِ أبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ ابْنِ العَلّامَةِ القُدْوَةِ أبِي القاسِمِ مُحَمَّدٍ المِشْدالِيُّ المَغْرِبِيُّ (p-١٨)البَجائِيُّ المالِكِيُّ عَلّامَةُ الزَّمانِ سَقى اللَّهُ عَهَدَهُ سَحائِبَ الرِّضْوانِ، وأسْكَنَهُ أعْلى الجِنانِ: الأمْرُ الكُلِّيُّ المُفِيدُ لِعِرْفانِ مُناسَباتِ الآياتِ في جَمِيعِ القُرْآنِ هو أنَّكَ تَنْظُرُ الغَرَضَ الَّذِي سِيقَتْ لَهُ السُّورَةُ، وتَنْظُرُ ما يَحْتاجُ إلَيْهِ ذَلِكَ الغَرَضُ مِنَ المُقَدِّماتِ [ وتَنْظُرُ إلى مَراتِبِ تِلْكَ المُقَدِّماتِ ] في القُرْبِ والبُعْدِ مِنَ المَطْلُوبِ، وتَنْظُرُ عِنْدَ انْجِرارِ الكَلامِ في المُقَدِّماتِ إلى ما يَسْتَتْبِعُهُ مِنِ اسْتِشْرافِ نَفْسِ السّامِعِ إلى الأحْكامِ واللَّوازِمِ التّابِعَةِ لَهُ الَّتِي تَقْتَضِي البَلاغَةُ شِفاءَ العَلِيلِ بِدَفْعِ عَناءِ الِاسْتِشْرافِ إلى الوُقُوفِ عَلَيْها؛ فَهَذا هو الأمْرُ الكُلِّيُّ المُهَيْمِنُ عَلى حُكْمِ الرَّبْطِ بَيْنَ جَمِيعِ أجْزاءِ القُرْآنِ، وإذا فَعَلْتَهُ تَبَيَّنَ لَكَ إنْ شاءَ اللَّهُ وجْهُ النَّظْمِ مُفَصَّلًا بَيْنَ كُلِّ آيَةٍ وآيَةٍ في كُلِّ سُورَةٍ سُورَةٍ واللَّهُ الهادِي. انْتَهى. وقَدْ ظَهَرَ لِي بِاسْتِعْمالِي لِهَذِهِ القاعِدَةِ بَعْدَ وُصُولِي إلى سُورَةِ سَبَأٍ في السَّنَةِ العاشِرَةِ مِنِ ابْتِدائِي في عَمَلِ هَذا الكِتابِ أنَّ اسْمَ كُلِّ سُورَةٍ مُتَرْجِمٌ عَنْ مَقْصُودِها (p-١٩)لِأنَّ اسْمَ كُلِّ شَيْءٍ تُظْهِرُ المُناسَبَةَ بَيْنَهُ وبَيْنَ مُسَمّاهُ عُنْوانُهُ الدّالُّ إجْمالًا عَلى تَفْصِيلِ ما فِيهِ، وذَلِكَ هو الَّذِي أنْبَأ بِهِ آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عِنْدَ العَرْضِ عَلى المَلائِكَةِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، ومَقْصُودُ كُلِّ سُورَةٍ هادٍ إلى تَناسُبِها؛ فَأذْكُرُ قُصُودَ السُّورَةِ، وأُطَبِّقُ بَيْنَهُ وبَيْنَ اسْمِها، وأُفَسِّرُ كُلَّ بَسْمَلَةٍ بِما يُوافِقُ مَقْصُودَ السُّورَةِ، ولا أخْرُجُ عَنْ مَعانِي كَلِماتِها؛ فالفاتِحَةُ اسْمُها ”أُمُّ الكِتابِ“ و”الأساسُ“ و”المَثانِي“ و”الكَنْزُ“ [ و”الشّافِيَةُ“ ] و”الكافِيَةُ“ و”الوافِيَةُ“ [ و”الواقِيَةُ“ ] و”الرُّقْيَةُ“ و”الحَمْدُ“ و”الشُّكْرُ“ و”الدُّعاءُ“ و”الصَّلاةُ“، فَمَدارُ هَذِهِ الأسْماءِ كَما تَرى عَلى أمْرٍ خَفِيٍّ كافٍ لِكُلِّ مُرادٍ وهو المُراقَبَةُ الَّتِي (p-٢٠)سَأقُولُ إنَّها مَقْصُودُها فَكُلُّ شَيْءٍ لا يُفْتَتَحُ بِها لا اعْتِدادَ بِهِ، وهي أُمُّ كُلِّ خَيْرٍ، وأساسُ كُلِّ مَعْرُوفٍ، ولا يُعْتَدُّ بِها إلّا إذا ثُنِّيَتْ فَكانَتْ دائِمَةَ التَّكْرارِ، وهي كَنْزٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، شافِيَةٌ لِكُلِّ داءٍ، كافِيَةٌ لِكُلِّ هَمٍّ، وافِيَةٌ بِكُلِّ مَرامٍ، واقِيَةٌ مِن كُلِّ سُوءٍ، رُقْيَةٌ لِكُلِّ مُلِمٍّ، وهي إثْباتٌ لِلْحَمْدِ الَّذِي هو الإحاطَةُ بِصِفاتِ الكَمالِ، ولِلشُّكْرِ الَّذِي هو تَعْظِيمُ المُنْعِمِ، وهي عَيْنُ الدُّعاءِ فَإنَّهُ التَّوَجُّهُ إلى المَدْعُوِّ، وأعْظَمُ مَجامِعِها الصَّلاةُ.
إذا تَقَرَّرَ ذَلِكَ فالغَرَضُ الَّذِي سِيقَتْ لَهُ الفاتِحَةُ وهو إثْباتُ (p-٢١)اسْتِحْقاقِ اللَّهِ تَعالى لِجَمِيعِ المَحامِدِ وصِفاتِ الكَمالِ، واخْتِصاصِهِ بِمُلْكِ الدُّنْيا والآخِرَةِ، وبِاسْتِحْقاقِ العِبادَةِ والِاسْتِعانَةِ، بِالسُّؤالِ في المَنِّ بِإلْزامِ صِراطِ الفائِزِينَ والإنْقاذِ مِن طَرِيقِ الهالِكِينَ مُخْتَصًّا بِذَلِكَ كُلِّهِ، ومَدارُ ذَلِكَ كُلِّهِ مُراقَبَةُ العِبادِ لِرَبِّهِمْ، لِإفْرادِهِ بِالعِبادَةِ، فَهو مَقْصُودُ الفاتِحَةِ بِالذّاتِ وغَيْرُهُ وسائِلُ إلَيْهِ، فَإنَّهُ لا بُدَّ في ذَلِكَ مِن إثْباتِ إحاطَتِهِ تَعالى بِكُلِّ شَيْءٍ ولَنْ يَثْبُتَ حَتّى يُعْلَمَ أنَّهُ المُخْتَصُّ بِأنَّهُ الخالِقُ المَلِكُ المالِكُ، لِأنَّ المَقْصُودَ مِن إرْسالِ الرُّسُلِ وإنْزالِ الكُتُبِ نَصْبُ الشَّرائِعِ، والمَقْصُودَ مِن نَصْبِ الشَّرائِعِ جَمْعُ الخَلْقِ عَلى الحَقِّ، والمَقْصُودَ مَن جَمْعِهِمْ تَعْرِيفُهُمُ المَلِكَ وبِما يُرْضِيهِ، وهو مَقْصُودُ القُرْآنِ الَّذِي انْتَظَمَتْهُ (p-٢٢)الفاتِحَةُ بِالقَصْدِ الأوَّلِ، ولَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إلّا بِما ذُكِرَ عِلْمًا وعَمَلًا.
* * *
ولَمّا كانَ المَقْصُودُ مِن جَمْعِهِمْ عَلى اللَّهِ تَعالى مَعْرِفَتَهُ لِأجْلِ عِباداتِهِ وكانَ التِزامُ اسْمِهِ تَعالى في كُلِّ حَرَكَةٍ وسُكُونٍ قائِدًا إلى مُراقَبَتِهِ وداعِيًا إلى مَخافَتِهِ واعْتِقادِ أنَّ مَصادِرَ الأُمُورِ ومَوارِدَها مِنهُ وإلَيْهِ شُرِعَتِ التَّسْمِيَةُ أوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ فَصُدِّرَتْ بِها الفاتِحَةُ. وقُدِّمَ التَّعَوُّذُ الَّذِي هو مِن [ دَرْءِ ] المَفاسِدِ تَعْظِيمًا لِلْقُرْآنِ بِالإشارَةِ إلى أنْ يَتَعَيَّنَ لِتالِيهِ أنْ يَجْتَهِدَ في تَصْفِيَةِ سِرِّهِ وجَمْعِ مُتَفَرِّقِ أمْرِهِ، لِيَنالَ سُؤْلَهُ ومُرادَهُ مِمّا أُودِعَهُ مِن خَزائِنِ السَّعادَةِ بِإعْراضِهِ عَنِ العَدُوِّ الحَسُودِ وإقْبالِهِ عَلى الوَلِيِّ الوَدُودِ؛ ومِن هُنا تُعْرَفُ مُناسَبَةُ المُعَوِّذَتَيْنِ بِالفاتِحَةِ. ولَمّا افْتُتِحَ التَّعَوُّذُ (p-٢٣)بِالهَمْزَةِ إشارَةً إلى ابْتِداءِ الخَلْقِ وخُتِمَ بِالمِيمِ إيماءً إلى المَعادِ جُعِلَتِ البَسْمَلَةُ كُلُّها لِلْمَعادِ لِابْتِدائِها بِحَرْفٍ شَفْوِيٍّ، وخِتامُ أوَّلِ كَلِماتِها وآخِرِها بِآخَرَ إشارَةً إلى أنَّ الرُّجُوعَ إلَيْهِ في الدُّنْيا مَعْنِيٌّ بِتَدْبِيرِ الأُمُورِ وإنْ كانَ أكْثَرُ الخَلْقِ غافِلًا عَنْهُ، وفي البَرْزَخِ حِسًّا بِالمَوْتِ، وفي الآخِرَةِ كَذَلِكَ بِالبَعْثِ؛ كَما أشارَ إلى ذَلِكَ تَكْرِيرُ المِيمِ المُخْتَتَمِ [ بِها ] في اسْمِها بِذِكْرِها فِيهِ مَرَّتَيْنِ إشارَةً إلى المَعادَيْنِ الحِسِّيَّيْنِ واللَّهُ أعْلَمُ؛ والمُرادُ بِالِاسْمِ الصِّفاتُ العُلْيا. وقالَ الأُسْتاذُ أبُو الحَسَنِ الحَرالِّيُّ في تَفْسِيرِهِ في (p-٢٤)غَرِيبِ ألْفاظِ البَسْمَلَةِ: الباءُ مَعْناها أظْهَرَهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ مِن حِكْمَةِ التَّسْبِيبِ؛ ”الِاسْمُ“ ظُهُورُ ما غابَ أوْ غَمُضَ لِلْقُلُوبِ بِواسِطَةِ الآذانِ عَلى صُورَةِ الأفْرادِ؛ ”اللَّهُ“ اسْمُ ما تَعْنُو إلَيْهِ القُلُوبُ عِنْدَ مَوْقِفِ العُقُولِ فَتَأْلَهُ فِيهِ أيْ تَتَحَيَّرُ فَتَتَألَّهُهُ وتَلْهُو بِهِ أيْ تَغْنى بِهِ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ ”الرَّحْمَنُ“ شامِلُ الرَّحْمَةِ لِكافَّةِ ما تَناوَلَتْهُ الرُّبُوبِيَّةُ؛ ”الرَّحِيمُ“ خاصٌّ بِالرَّحْمَةِ بِما تَرْضاهُ الإلَهِيَّةُ. وقالَ في غَرِيبِ مَعْناها: لَمّا أظْهَرَ اللَّهُ سُبْحانَهُ حِكْمَةَ التَّسْبِيبِ وأرى الخَلْقَ اسْتِفادَةَ بَعْضِ الأشْياءِ مِن أشْياءَ أُخَرَ مُتَقَدِّمَةٍ عَلَيْها كَأنَّها (p-٢٥)أسْبابُها، وقَفَ بَعْضُ النّاسِ عِنْدَ أوَّلِ سَبَبٍ فَلَمْ يَرَ ما قَبْلَهُ، ومِنهم مَن وقَفَ عِنْدَ سَبَبِ السَّبَبِ إلى ما عَساهُ يَنْتَهِي إلَيْهِ عَقْلُهُ؛ فَطَوى الحَقُّ تَعالى تِلْكَ الأسْبابَ وأظْهَرَ بِالبَسْمَلَةِ أيْ بِتَقْدِيمِ الجارِّ أنَّ كُلَّ شَيْءٍ بِاسْمِهِ لا بِسَبَبٍ سِواهُ. وقالَ: اسْتَفْتَحَ أُمَّ القُرْآنِ بِالبَسْمَلَةِ لَمّا كانَتْ نِسْبَتُها مِن مَتْلُوِّ الصُّحُفِ والكُتُبِ الماضِيَةِ نِسْبَةَ أُمِّ القُرْآنِ مِنَ القُرْآنِ الكِتابِ الجامِعِ لِلصُّحُفِ والكُتُبِ لِمَوْضِعِ طَيِّها الأسْبابَ، كَما تَضَمَّنَتْ أُمُّ القُرْآنِ سِرَّ ظُهُورِ الأفْعالِ بِالعِنايَةِ مِنَ الحَمِيدِ المَجِيدِ في آيَةِ ﴿إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥] هَذا في ظاهِرِ الخِطابِ إلى ما وراءَ ذَلِكَ مِن باطِنِهِ فَإنَّ لِكُلِّ آيَةٍ ظَهْرًا وبَطْنًا ولِيَلْتَزِمَها الخَلْقُ في ابْتِداءِ أقْوالِهِمْ وأفْعالِهِمْ، هَكَذا قالَ. وأشَدُّ مِنهُ أنَّهُ لَمّا كانَتْ نِسْبَةُ البَسْمَلَةِ مِنَ الفاتِحَةِ نِسْبَةَ الفاتِحَةِ مِنَ القُرْآنِ صُدِّرَتْ بِها الفاتِحَةُ كَما صُدِّرَ القُرْآنُ بِالفاتِحَةِ، لِأنَّها لَمّا أفادَتْ نِسْبَةَ الأُمُورِ كُلِّها إلَيْهِ سُبْحانَهُ وحْدَهُ أفادَتْ أنَّهُ الإلَهُ وحْدَهُ وذَلِكَ (p-٢٦)هُوَ [ إجْمالُ تَفْصِيلِ الفاتِحَةِ كَما أنَّ الفاتِحَةَ ] إجْمالُ تَفْصِيلِ القُرْآنِ مِنَ الأُصُولِ والفُرُوعِ والمَعارِفِ واللَّطائِفِ. ولَمّا كانَ اسْمُ الجَلالَةِ عَلَمًا وكانَ جامِعًا لِجَمِيعِ مَعانِي الأسْماءِ الحُسْنى أوَّلِيَّةَ ”الرَّحْمَنِ“ مِن حَيْثُ أنَّهُ كالعَلَمِ في أنَّهُ لا يُوصَفُ بِهِ غَيْرُهُ. ومِن حَيْثُ أنَّهُ أبْلَغُ مِنَ ”الرَّحِيمِ“ فَأوْلى الأبْلَغِ [ الأبْلَغُ ]، وذَلِكَ مُوافِقٌ لِتَرْتِيبِ الوُجُودِ. الإيجادُ ثُمَّ النِّعَمُ العامَّةُ ثُمَّ الخاصَّةُ بِالعِبادَةِ، وذُكِرَ الوَصْفانِ تَرْغِيبًا، وطُوِيَتِ النِّقْمَةُ في إفْهامِ اخْتِصاصِ الثّانِي لِتَمامِ التَّرْغِيبِ بِالإشارَةِ إلى التَّرْهِيبِ.
والمُرادُ بِهِما هُنا أنَّهُ سُبْحانَهُ يَسْتَحِقُّ الِاتِّصافَ بِهِما لِذاتِهِ، وكَرَّرَهُما بَعْدُ تَنْبِيهًا عَلى وُجُوبِ ذَلِكَ لِلرُّبُوبِيَّةِ والمُلْكِ، ولِلدَّلالَةِ عَلى أنَّ الرَّحْمَةَ غَلَبَتِ الغَضَبَ، وفِيهِما إلى ما ذُكِرَ مِنَ التَّرْغِيبِ الدَّلالَةُ عَلى سائِرِ (p-٢٧)الصِّفاتِ الحُسْنى، لِأنَّ مَن عَمَّتْ رَحْمَتُهُ امْتَنَعَ أنْ يَكُونَ فِيهِ شَوْبُ نَقْصٍ. وفي آخِرٍ ”سُبْحانَ“ لِهَذا المَكانِ مَزِيدُ بَيانٍ؛ وكَوْنُها تِسْعَةَ عَشَرَ حَرْفًا خَطِّيَّةً وثَمانِيَةَ عَشَرَ لَفْظِيَّةً إشارَةٌ إلى أنَّها دَوافِعُ النِّقْمَةِ مِنَ النّارِ الَّتِي أصْحابُها تِسْعَةَ عَشَرَ، وجَوالِبُ لِلرَّحْمَةِ بِرَكَعاتِ الصَّلَواتِ الخَمْسِ ورَكْعَةِ الوِتْرِ اللّاتِي مِن أعْظَمِ العِباداتِ الكُبْرى، ولَمّا كانَتِ البَسْمَلَةُ نَوْعًا مِنَ الحَمْدِ ناسَبَ كُلَّ المُناسَبَةِ تَعْقِيبُها بِاسْمِ الحَمْدِ الكُلِّيِّ الجامِعِ لِجَمِيعِ أفْرادِهِ، فَكَأنَّهُ قِيلَ: احْمَدُوهُ لِأنَّهُ المُسْتَحِقُّ لِجَمِيعِ المَحامِدِ، وخُصُّوا هَذا النَّوْعَ مِنَ الحَمْدِ في افْتِتاحِ أُمُورِكم لِما ذُكِرَ مِنِ اسْتِشْعارِ الرَّغْبَةِ إلَيْهِ والرَّهْبَةِ مِنهُ المُؤَدِّي إلى لُزُومِ طَرِيقِ الهُدى، واللَّهُ المُوَفِّقُ.
{"ayah":"بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق