وقوله جل وعز ﴿وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ﴾.
قال قتادة: هذا رجل من الأنصار، قال: لئن رزقني اللهُ شيئاً لأُؤدِيَنَّ فيه حَقَّهُ، ولأتصدقنَّ، فلمَّا آتاه الله ذلك، فعل مَا نُصَّ عليكم، فاحذروا الكذب، فإنه يُؤدِّي إلى الفجور.
وروى عليُّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أُمَامَة البَاهِلِيِّ، أن ثعلبةَ بنَ حاطِب الأنصاري جاء إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله: ادعُ الله أن يرزقني مالاً، فقال: ويحك يا ثعلبةُ، قليلٌ تؤدِّي شكره خيرٌ من كثيرٍ لا تطيقُه، قال: ثم رجع إليه فقال: يا رسول الله: ادعُ اللهَ أن يرزقني مالاً.
قال ويحك يا ثعلبة أمَا تَرضى أن تكون مثلَ رسولِ الله، واللهِ لو سألتُ اللهَ أن يُسَيِّل عليَّ الجبال ذهباً وفضَّةً لسالت.
ثم رجع، فقال: يا رسول الله: ادع الله أن يرزقني مالاً، فواللهِ لئن أتَانِي اللهُ مالاً لأوتينَّ كلَّ ذي حَقٍّ حقَّه، فقال رسولُ الله ﷺ: "اللهمَّ ارزق ثعلبةَ مالاً، اللهم ارزق ثعلبةَ مالاً" فاتَّخذَ غنماً، فنَمَتْ حتى ضاقت عليها أزقَّةُ المدينة، فتنحَّى بها، فكان يشهد الصلواتِ مع رسول الله ﷺ، ثم نَمَتْ حتى تَعَذَّرَتْ عَلَيْهَا مراعي
المدينة، فتنحَّى بها مكاناً يشهد الجُمَعَ مع رسول الله ﷺ، ثم نَمَتْ فتباعد بها، فترك الجُمَعَ والجماعات، فأنزل الله على رسوله ﴿خُذْ مِنْ أمْوَالِهِمْ صَدَقةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهمْ بِهَا﴾ فخرج مصدِّقوا رسول الله ﷺ فمنعهم، وقال حتَّى ألقى رسول ا لله، فأنزل الله جلَّ وعزَّ ﴿وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ﴾ إلى آخر الآية، القصةِ، فأُخبِرَ ثعلبة فأقبل واضعاً على رأسه التراب، حتى أتى النبيَّ ﷺ، فلم يقبل منه، ثم أتى أبا بكر فلم يقبل منه، ثم أتى عمر فأبى
أن يقبل منه، ثم أتى عثمان فلم يقبل منه، ومات في خلافته.
{"ayah":"۞ وَمِنۡهُم مَّنۡ عَـٰهَدَ ٱللَّهَ لَىِٕنۡ ءَاتَىٰنَا مِن فَضۡلِهِۦ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ"}