وقوله عزَّ وجل ﴿وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ﴾.
كان أبو مالك يقول: خُلِّفُوا عن التوبة.
وحُكي عن محمد بن يزيد معنى "خُلِّفُوا": تُرِكُوا، لأنَّ معنى خلَّفتُ فلاناً: فارَقْتَه قاعداً عمَّا نهضتَ فيه.
وقرأ عكرمة بن خالد: "خَلَفُوا" أي أقاموا بعَقِبِ رسولِ الله ﷺ.
ورُوي عن جعفر بن محمد أنه قرأ "خَالَفُوا".
ومعنى ﴿رَحُبَتْ﴾ وَسِعَتْ.
ومعنى ﴿وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ﴾: وأيقنوا.
وقوله جلَّ وعز ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ﴾.
فيه جوابان:
أحدهما: أن المعنى ثم تاب عليهم ليثبتوا على التوبة، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا﴾.
والآخرُ: أنه فَسَحَ لهم، ولم يُعجِّل عقابهم، كما فعل بغيرهم، قال جلَّ وعزَّ ﴿فِبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ﴾.
{"ayah":"وَعَلَى ٱلثَّلَـٰثَةِ ٱلَّذِینَ خُلِّفُوا۟ حَتَّىٰۤ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَیۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوۤا۟ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّاۤ إِلَیۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَیۡهِمۡ لِیَتُوبُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ"}