وقوله جل وعزّ ﴿يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ﴾.
أبو عبيدةَ يذهب إلى أنَّ معنى "اسْتَجِيبُوا" أجيبوا، وأنشد:
وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النَّدَى * فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيْبُ
* ثم قال جل وعزّ ﴿إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
أي لما تصيرون به إلى الحياة الدائمةِ في الآخرة.
* ثم قال جلَّ وعزَّ ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾.
قال سعيد بن جُبَيْر: يحولُ بين المؤمنِ وبين الكفر، وبين [الكافر وبين] الإِيمان.
وقال الضحاك: يحولُ بينَ المؤمنِ والمعصية، وبين الكافر والطاعة.
قال أبو جعفر: وأوَّلَ هذا القول بعضُ أهل اللغة، أن معناه: يحول بينهما وبين ذَنْبِكَ بالموتِ.
وقيل: هو تمثيلٌ، أي هو قريبٌ كما قال جل وعز ﴿وَنحنُ أقربُ إليه من حَبْلِ الوريد﴾.
وقيل: كانوا ربَّما خافوا من عدوهم، فأعلمهم اللهُ جلَّ وعزّ، أنه يحول بين المرء وقلبه، فيبدلهم من الخوف أمناً، ويُبدل عدوَّهم من الأمن خوفاً.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱسۡتَجِیبُوا۟ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا یُحۡیِیكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَحُولُ بَیۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُۥۤ إِلَیۡهِ تُحۡشَرُونَ"}