وقوله جل وعز ﴿وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ﴾.
قال حذيفة: "أصحاب الأعراف" قومٌ استوتْ حسناتُهم، وسيِّئاتهم، فهم بين الجنَّة والنَّار، ثم إنَّ الله اطَّلَع عليهم فرحمهم، فقالوا ﴿ادْخُلُوا الجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾.
وروى عبيدالله بن أبي يزيد، عن ابن عباس، أنه قال: الأعرافُ: الشيءُ المُشْرِف.
وروى مجاهد عن ابن عباس أنه قال: الأعراف سورٌ له عُرْفٌ كعُرف الدِّيك.
والأعراف في اللغة: المكانُ المُشْرِفُ، جمعُ عُرْفٍ.
وقال أبو مجلز: هم من الملائكة.
قال: "والَّذِين صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار" أهل الجنة.
حدثنا أبو جعفر، قال: حدثنا أحمد بن عبدالجبار الصوفي، قال: حدثنا داود الضبي، قال: حدثنا مسلم بن خالد، قال: عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في أصحاب الأعراف، قال: هم قومٌ استوتْ حسناتُهم وسيئاتهم، وهم على سور بين الجنة والنَّار، وهم على طَمَعٍ في دخول الجنة، وهم داخلون.
وقيل: إن أصحاب الأعراف ملائكة بين الجنة والنار.
قال أبو جعفر: والقولُ الأولُ أشهرُ وأعرف.
قال ابن عباس: فقال الله جلَّ وعز لهم ﴿ادْخُلُوا الجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾.
قال عبدالله بن الحارث: وهم يدعون مساكين أهل الجنة.
{"ayah":"وَنَادَىٰۤ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡأَعۡرَافِ رِجَالࣰا یَعۡرِفُونَهُم بِسِیمَىٰهُمۡ قَالُوا۟ مَاۤ أَغۡنَىٰ عَنكُمۡ جَمۡعُكُمۡ وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُونَ"}