وقوله جل وعز ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ﴾.
الغِلُّ في اللغةِ: الحقدُ، المعنى: إن بعضهم لا يحقد على بعض، بما كان بينه وبينه في الدنيا.
ويجوز أن يكون المعنى: أنه لا يحسد بعضهم على علو المرتبة.
ويدلُّ على أنَّ القول هو الأول، أنه روي عن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه أنه قال: "أرجو أن أكون أنا وعثمان، وطلحة، والزبير، من الَّذِين قال الله فيهم ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ﴾."
وقوله جلَّ وعزَّ ﴿وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا﴾.
أي لما صيَّرنا إلى هذا.
* وقوله جل وعز ﴿وَنُودُوۤاْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
ويجوز أن يكون المعنى بأنه تلكم الجنة.
ويجوز أن تكون "أنْ" مفسرة للنِّداء.
والبصريون يعتبرونها بـ "أي" والكوفيون يعتبرونها بالقول، والمعنى واحد. كأنه "ونُودُوا" قيل لهم تلكم الجنة، أي هذه تلكم الجنة التي وعدتموها في الدنيا.
ويجوز أن يكون لمَّا رأوها قيل لهم قبل أن يدخلوها ﴿تِلْكُم ٱلْجَنَّة﴾.
والقول في معنى: ﴿أنْ قَدْ وَجَدْنَا﴾ و ﴿أنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ على ما قلنا في ﴿أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ﴾.
{"ayah":"وَنَزَعۡنَا مَا فِی صُدُورِهِم مِّنۡ غِلࣲّ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُۖ وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی هَدَىٰنَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِیَ لَوۡلَاۤ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ لَقَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّۖ وَنُودُوۤا۟ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ"}