وقوله جل وعز ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ﴾.
قال أهل التفسير: معناه أعْلَمَ رَبُّكَ.
وهذا قولٌ حسنٌ، لأنه يقال: تعلَّم بمعنى أعْلَمَ، وأنشد أبو إسحاق لزهير في مثلِ هذا:
فقلتُ تَعَلَّمْ إنَّ للصَّيْدِ غِرَّةً * فَإنْ لاَ تُضَيِّعْهَا فَإنَّكَ قَاتِلُهْ
ورُوي عن ابن عباس أنه قال في قوله جل وعز ﴿لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ﴾ قال: يعني أخذ الجزية
فإن قيل: فهم قد مُسخوا، فكيف تؤخذ منهم الجزية؟
فالجواب: إنَّها تؤخذ من أبنائهم، وقد مُسِخوا ولَحِقَ أولادهم الذُلُّ، فهم أذلُّ قومٍ، وهم اليهود.
حدَّثنا أبو جعفر قال: نا أحمد بن محمد بن سلامة، قال: نا عيسى بن إسحاق الأنصاري، قال: نا يحيى بن عبدالحميد الحِمَّاني، عن يعقوب القُمِّي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد ابن جبير في قول الله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ﴾ قال: العربُ ﴿مَن يَسُومُهُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ﴾ قال: الخراجُ.
وقيل: "عَلَيْهِمْ" على اليهود، بَيَّنَ أنه كان أخبر بذلك.
{"ayah":"وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَیَبۡعَثَنَّ عَلَیۡهِمۡ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ مَن یَسُومُهُمۡ سُوۤءَ ٱلۡعَذَابِۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِیعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ"}