وقوله جلّ وعزّ: ﴿وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾.
أي اجتهدوا في الحلف ﴿لَئِن جَآءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا﴾.
يعنون آيةً ممَّا يقترحون.
وقوله جلّ وعز: ﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾.
قال مجاهد: معنا: وما يدريكم؟ قال: ثم ابتدأ فقال: ﴿إِنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾.
وقرأ أهل المدينة: ﴿أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ﴾.
قال الكسائي: (لا) ها هنا زائدة، والمعنى وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون.
وشبَّهه بقوله جلَّ وعزّ: ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ﴾؟
وهذا عند البصريين غلط؛ لأنَّ (لا) لا تكون زائدةً في موضع تكون فيه نافية.
قال الخليل: المعنى لعلَّها، وشبَّهه بقول العرب: إيتِ السُّوقَ أَنّك تشتري لنا شيئاً، بمعنى لعلَّك.
ورُوِيَ أنها في قراءة أُبيِّ ﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ لَعَلَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾؟!
وأنشد أهل اللغة في (أَنَّ) بمعنى (لعلَّ):
أَريني جَواداً مَاتَ هُزْلاً لأَنَّنِي * أَرَى ما تَرَيْنَ أو بَخَيِلاً مُخَلَّدَا
وقيل: في الكلام حذفٌ، والمعنى: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون أو يؤمنون؟ ثم حُذِفَ هذا لعلم السامع.
ويُرْوَى أنّ المشركين قالوا: ادعُ اللهَ أنْ يُنـزِّل علينا الآية التي قال فيها: ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾ ونحن ـ والله ـ نُؤْمِنُ. فقال المسلمون: يا رسول الله ادعُ اللهَ أنْ يُنْـزِلها!. فأنزل الله عزَّ وجلّ ﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾.
{"ayah":"وَأَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ لَىِٕن جَاۤءَتۡهُمۡ ءَایَةࣱ لَّیُؤۡمِنُنَّ بِهَاۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡـَٔایَـٰتُ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَا یُشۡعِرُكُمۡ أَنَّهَاۤ إِذَا جَاۤءَتۡ لَا یُؤۡمِنُونَ"}