ثم قال جل وعزَّ: ﴿كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾.
و ﴿كمْ﴾ للتكثير في كلام العرب.
رَوَى أبو إسحاق، عن التميميِّ، عن ابن عباسٍ ﴿وَّلاَتَ
حِينَ مَنَاصٍ﴾: قال: ليس حين نَزْوٍ، ولا فرار.
وقال عكرمة: ليس حين انقلاب.
وقال قتادة: نادوا حين لا حينَ نداء.
قال أبو جعفر: هذه الأقوال متقاربةٌ، أي ليس حين نداءٍ مُنجي.
والمعنى: ليس حين فَوْتٍ، وأصلُه من نَاصَ يَنُوصُ: إذا
تأخَّر، وبَاصَ يَبُوصُ: تقدَّم كما قال الشاعر:
أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلَى إِذْ نَأَتْكَ تَنُوصُ * فَتَقْصِرُ عنها تَارَةً وتَبُوصُ
{"ayah":"كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنࣲ فَنَادَوا۟ وَّلَاتَ حِینَ مَنَاصࣲ"}