وقولُه جلَّ وعزَّ: ﴿وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ﴾.
وقرأ الجَحْدريُّ: ﴿ولا تُصْعِرْ﴾ ويُقْرَأُ ﴿ولا تُصَاعِر﴾.
قال الحسنُ: وقتادةُ، والضحَّاكُ، في قوله تعالى ﴿وَلاَ تُصَعِّرْ﴾: الإِعراضُ عن النَّاسِ.
قال قتادة: لا تتكبَّرْ فتُعْرِضُ.
قال إبراهيم: هو التَشَدُّقُ.
قال أبو الجوزاء: يقول بوجهه هكذا، ازدراءً بالنَّاس.
قال أبو جعفر: أصلُ هذا من الصَّعَرِ، وهو داءٌ يأخذُ الإِبلَ، تَلْوي منها أعناقَها، فقيل هذا للمتكبِّر، لأنه يلوي عنقه تكبُّراً.
و ﴿تُصَعِّرْ﴾ على التكثير و ﴿تُصْعِرْ﴾ تُلزمُ نفسك بهذا، لأنه يفعلُه ولاَ دَاءَ به.
و ﴿تُصَاعِر﴾ أي تُعارِضْ بوجهك.
* ثم قال جلَّ وعزَّ: ﴿وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً﴾.
أي متبختراً، متكبِّراً.
{"ayah":"وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالࣲ فَخُورࣲ"}