قولُه عزَّ وجل ﴿إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ﴾.
يقال: كيف يخوّف من تولاّه؟. فرُوِيَ عن ابراهيمَ النَّخَعي: يُخوِّفكم أولياءَهُ، قيل: هذا حسَنٌ في العربية، كما تقول: فلانٌ يعطي الدنانير، أي يُعطي النَّاسَ الدنانير، والتقدير على هذا: يخوف المؤمنين بأوليائه، ثم حذفت الباءُ وأحد المفعولين، ونظيرُه قوله عز وجل ﴿لِيُنْذِرَ بَأَساً شديداً﴾ المعنى: لينذركم ببأسٍ شديد، وأنشد سيبويه فيما حذفت منه الباء:
أَمَرْتُكَ الخَيْرَ فَافْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ * فَقَدْ تَركْتُكَ ذَا مَالٍ وَذَا نَشَبِ
وأولياه ها هنا الشياطين، وقد قيل: إن معنى ﴿يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ﴾ يخوّف المنافقين الفقر حتى لا يُنفقوا لأنهم أشدّ خوفاً.
{"ayah":"إِنَّمَا ذَ ٰلِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ"}