وقوله جل وعز ﴿إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ﴾.
رَوَى الزُّهرِيُّ عن سعيد بن المسيَّب عن أبيه، قال: جاء أبو جهلِ بنِ هشام، وعبدُاللهِ بنُ أبي أميَّة بنِ المغيرةِ، إلى "أبي طالب" في العلَّة التي مات فيها، وجاء النبيُّ ﷺ فقال: يا عمّ قل "لا إلهَ إلاَّ اللهُ" كلمةً أُحَاجُّ لكَ بها عند الله جلَّ وعزَّ، فقال له أبو جهل: يا أبا طالب أترغب عن دين عبدالمطلب!؟ فكان آخر ما قال لهما: هو على ملَّة عبدالمطلب، فقال النبي ﷺ: لا أَدَعُ الاستغفار لكَ.
فأنزل الله جل وعزَّ ﴿إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾.
ونزل فيه ﴿مَا كَان لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولي قُرْبَى﴾.
قال أبو جعفر: يجوز أن يكون معنى ﴿مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ أَنْ تهديَ.
ويجوز أن يكون المعنى: من أحببتَ لقرابته.
* ثم قال جلَّ وعزَّ ﴿وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ﴾.
[أي الله أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية، ولله الحكمة التامة].
{"ayah":"إِنَّكَ لَا تَهۡدِی مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ"}