وقولُه جلَّ وعزَّ: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ﴾.
قيل: هذا التَّمامُ.
والمعنى: أنزلناه متفرقاً، لنثبِّتَ به فؤادك، كذلك التثبيت، كما قال جلَّ وعزَّ ﴿وَلَوْلاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إلَيهِمْ شَيْئَاً قَلِيَلاً﴾.
لأنه إذا أنزله متفرقاً، كان فيه جواب ما يسألون في وقته، فكان في ذلك تثبيتٌ، فقيل: التمامُ قوله ﴿كَذَلِكَ﴾.
[وقيل: التَّمامُ عند قوله جملةً واحدة].
والمعنى: وقال الذين كفروا لولا نُزِّل عليه القرآن جملة واحدة كالتوراة والإنجيل. ومعنى هذا: لِمَ أُنزل متفرقاًَ؟ فقال جلَّ وعز ﴿كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ أي أنزلناه متفرقاً لنثبِّتَ به فؤادَكَ.
* ثم قال جلَّ وعزَّ: ﴿وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً﴾.
رَوَى مُغيرةُ عن إبراهيمَ قال: أُنزِلَ متفرقاً.
وقال الحسن: كلَّما سُئل النبيُّ ﷺ عن شيءِ نَزَل جوابُه، حتى كَمُلَ نزولُه في نحو من عشرين سنة.
{"ayah":"وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَیۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةࣰ وَ ٰحِدَةࣰۚ كَذَ ٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَـٰهُ تَرۡتِیلࣰا"}