قال تعالى: ﴿يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِٱلْمَنِّ وَٱلأَذَىٰ﴾.
أي لا تَمْتَنُّوا بما أَعْطَيتم، وتعتدُّوا به، وكأنكم تقصدون ذلك، والأذى أن يُوَبَّخَ المُعَطَى.
فأَعْلَمَ أنَّ هذين يُبطلان الصدقة، كما تَبطُلُ صدقةُ المنافق الذي يُعطِي رياءً، لِيوُهِمَ أنه مؤمن.
* ثم قال تعالى: ﴿فَمَثَلُهُ﴾ أي فَمَثَلُ نفقتِهِ ﴿كَمَثَلِ صَفْوَانٍ﴾ وهو الحجر الأملس، والوَابِلُ: المطرُ العظيمُ القَطْرِ.
﴿فَتَرَكَهُ صَلْدَاً﴾.
قال قتادة: ليس عليه شيءٌ.
والمعنى: لم يقدروا على كسبهم وقت حاجتهم، ومُحِقَ فَأُذْهِبَ، كما أَذْهبَ المطرُ الترابَ على الصَّفا ولم يوافق في الصفا مثبتاً.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُبۡطِلُوا۟ صَدَقَـٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِی یُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَاۤءَ ٱلنَّاسِ وَلَا یُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَیۡهِ تُرَابࣱ فَأَصَابَهُۥ وَابِلࣱ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدࣰاۖ لَّا یَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَیۡءࣲ مِّمَّا كَسَبُوا۟ۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ"}