قوله عز وجل: ﴿حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ﴾.
قال مسروقٌ: على وقتها.
﴿وٱلصَّلاَةِ ٱلْوُسْطَىٰ﴾.
رَوَى جابر بن زيد، ومجاهدٌ، وأبو رجاءٍ عن ابن عباس قال: هي صلاة الصبح.
وكذا رَوَى [عنه] عكرمةُ، إلا أنه زاد عنه: يُصَلِّي بَيْنَ سواد الليل وبياض النهار.
وقيل: لأنها بين صلاتين من صلاة الليل، وصلاتين من صلاة النهار.
ورَوَى قتادةُ عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن زيد بن ثابت قال: هي الظهرُ.
وفيها قولٌ ثالثٌ هو أَوْلاَهَا:
حدَّثنا محمدُ بنُ جعفرَ الأنباريُّ قال: حدَّثنا حاجب بن سليمان قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا أبو جَزْءٍ عن قتادَةَ عن الحسَنِ عن سَمُرَةَ قال: قال رسول الله ﷺ، في قول الله جَلَّ وعَزَّ: ﴿حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ وٱلصَّلاَةِ ٱلْوُسْطَىٰ﴾: هي صلاةُ العَصْرِ.
ورَوَى عبيدَةُ ويحيى بنُ الجزَّارِ وَزِرٌ عن عليِّ بن أبي طالبٍ رِضْوانُ الله عليه قال: قاتَلْنا الأحزابَ، فَشَغَلُونَا عن العَصْرِ، حتى كربت الشمسُ أن تغيبَ، فقال رسول الله ﷺ: "اللهمَّ امْلأْ قلوبَ الذين شغلونا عن الصلاة الوْسْطَى ناراً، وامْلأْ بيوتهم ناراً، وامْلأْ قبورهم ناراً".
قال زِرٌّ: قال عليٌّ: كُنَّا نَرَى أنها صلاةُ الفجر.
وقيل لها: الوُسْطى لأنها بين صلاتين من صلاة الليل، وصلاتين من صلاة النهار.
* ثم قال تعالى: ﴿وَقُومُواْ للَّهِ قَانِتِينَ﴾.
قال ابنُ عباس والشعبيُّ (القنوتُ): الطَّاعَةُ.
وقال مجاهدٌ: القُنُوتُ السكوتُ.
قال أبو جعفر: وهذان القولان يرجعان إلى شيءٍ واحدٍ، لأن السكوتَ في الصلاة طاعةٌ.
وحدَّثنا محمدُ بنُ جعفرَ الأنباريُّ قال: حدثنا عبدالله بنُ يحيى، قال: حدثنا يحيى أخبرنا يَعْلَى هو ابنُ عُتبة قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ عن الحارث بن شُبَيْلٍ عن أبي عَمْرو الشيبانيّ عن زيد بن أرقم قال: كنا نتكلَّمُ في الصلاة، فيُكلمُ أحدُنا صاحبَهُ فيما بَيْنَهُ وبَيْنَهُ حتى نزلت الآية: ﴿حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ وٱلصَّلاَةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ للَّهِ قَانِتِينَ﴾ فَأُمِرْنَا بالسكوتِ.
وقيل: هو القنوت في الصبح، وهو طول القيام.
وروى الجعفي عن ابن وهْبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن دَرَّاجٍ عن أبي الهَيْثَم عن أبي سعيد ـ يعني الخدري ـ عن النبي صلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: "كلُّ حرفٍ في القرآنِ من القنوتِ، فهو الطاعة".
{"ayah":"حَـٰفِظُوا۟ عَلَى ٱلصَّلَوَ ٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُوا۟ لِلَّهِ قَـٰنِتِینَ"}