قال تعالى ﴿وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً﴾.
رُويَ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قَرَأ:
﴿وَالَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ﴾، بفتح الياء فيهما جميعاً، ومعناه يَتَوَفَّوْنَ أعمارهم، أي يستوفونها، واللهُ أعلم.
* ثم قال تعالى: ﴿يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً﴾.
العشر عدَدُ الليالي، إلاَّ أنه قد عُلم أن مع كل ليلةٍ يومَها.
قال محمد بن يزيد: المعنى وعَشْرُ مُدَدٍ، وتلك المدةُ يومٌ وليلةٌ.
وقيل: إنما جُعلت العدةُ للمُتوفَّى عنها زوجها أربعةَ أشهرٍ وعشراً، لأنه يتبيَّن حملُها إن كانت حاملاً.
قال الأصمعيُّ: ويقال: إنَّ وَلَد كلِ حاملٍ يرتكض في نصف حملها، فهيَ مُرْكَضٌ.
وقال غيرُهُ: أرْكَضَتْ فهي مُرْكِضَةٌ، وأنشد:
وَمُرْكِضَةٌ صَرِيحِيٌّ أَبُوهَا * تُهَانُ لَهُ الغُلاَمَةُ وَالغُلاَمُ
* ثم قال تعالى: ﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ﴾.
قال الضحاك: ﴿أَجَلهُنَّ﴾ انقضاءُ العدة.
ورَوَى ابنُ أبي نجيحٍ عن مجاهد ﴿فِيمَا فَعَلْنَ فِيۤ أَنْفُسِهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ﴾ قال: النكاحُ الحلالُ الطيِّبُ.
{"ayah":"وَٱلَّذِینَ یُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَیَذَرُونَ أَزۡوَ ٰجࣰا یَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَعَشۡرࣰاۖ فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ فِیمَا فَعَلۡنَ فِیۤ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ"}