وقولُه عزَّ وجل: ﴿وَمِنَ ٱلْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكََ﴾.
قال عَلْقمةُ والأسودُ: التهجُّدُ بعد النَّوم.
قال أبو جعفر: التهجُّدُ عند أهل اللغة: التيقُّظُ والسَّهرُ، والهُجُودُ: النَّومُ، تهجَّد: إذا سَهِرَ، وهَجَد: إذا نَامَ.
يُروَى عن مجاهد: أنَّ هذا للنبي ﷺ خِصِّيصاً، وأن معنى ﴿نَافِلةً لكَ﴾ للنبي خاصٌّ، لأنه قد غُفِر له ذنوبُه، فهي نافلة من أجل أنه لا يعلمها في كفارة الذنوب، والنَّاسُ يعلمون ما سوى المكتوبات لكفارات الذنوب.
وقال غيرُه: ﴿نَافِلَةً لَكَ﴾ أي ليست بفرضٍ، لأن النَّفلَ كلُّ ما لا يجب فعلُه، والنَّافلةُ في اللغةِ، الزيادةُ.
* ثم قال جلَّ وعز: ﴿عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً﴾.
رَوَى داودُ الأَوْديُّ عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ﷺ في قوله تعالى ﴿عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً﴾ قال: "هو المقامُ الذي أشفعُ فيه لأمَّتي".
ورَوَى معاويةُ بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: "كلُّ عَسَى واجبةٌ".
قال أبو عبيدة: يعني في القرآن.
{"ayah":"وَمِنَ ٱلَّیۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةࣰ لَّكَ عَسَىٰۤ أَن یَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامࣰا مَّحۡمُودࣰا"}