وقوله جل وعز: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾.
قال قتادة: لمَّا مَثَّلوا بحمزةَ رضي الله عنه، قالوا: لنمثِلنَّ بهم، فأنزل اللهُ جلَّ وعزَّ هذه الآية.
ورَوَى عليُّ بن الحَكَم عن الضحَّاكِ قال: نزلت هذه الآيةُ قبل القِتالِ، وقبْلَ سورةِ براءة.
قال أبو جعفر: وهذا القولُ أولى، وقد قال زيدُ بنُ أسلَمَ نحوَه.
قال: لمَّا قدم رسول الله ﷺ المدينة، أُذِنَ لهُ في جهادِ المشركينَ، والغِلظةِ عليهم.
ويدلُّكَ على أن هذا نَزَل بمكة، قولُه تعالَى ﴿وَلاَ تَكُ في ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾ وأكثرُ مكرِهم، وحزنِهِ ﷺ عليهمْ كان بمكة.
فأمَّا حديثُ أبي هريرةَ، وأبنِ عبَّاسٍ "لمَّا قُتِل حمزةُ ـ رحمةُ اللهِ عليهِ ـ قال النبيُّ ﷺ: لأُمثِلنَّ بسبعينَ منهم"، فنـزلت ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾ فإسنادهما ضعيفٌ.
{"ayah":"وَإِنۡ عَاقَبۡتُمۡ فَعَاقِبُوا۟ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبۡتُم بِهِۦۖ وَلَىِٕن صَبَرۡتُمۡ لَهُوَ خَیۡرࣱ لِّلصَّـٰبِرِینَ"}