وقوله جل وعز ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ﴾.
حدثنا محمد بن جعفر الفاريابيُّ، قال: حدثنا عبدالأعلى بن حمَّاد، قال: حدثنا وهب بن خالد، قال: حدثنا عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ ﷺ قال ذات يوم لأصحابه: "أنبئوني بشجرةٍ تُشْبِهُ المسلمَ، لا يَتَحاتُّ ورقُها، تؤْتِي
أكُلَها كلَّ حينٍ بإذْنِ رَبِّهَا!؟ قال: فوقَعَ في قلبي أنها "النخلةُ". قال: فسكَتَ القومُ، فقال النَّبيُّ: هي النخلة، فقلتُ لأبي: لقد كان وقع في قلبي أنها النخلة.
فقال: فما مَنَعك أنْ تكون قلتَه لرسول الله؟ لأَنْ تَكون قلتَه أحبُّ إليَّ من كذا وكذا، فقلتُ: كنتَ في القوم وأبو بكر، فلم تقولا شيئاً، فكرهتُ أن أقول".
وروى الأعمش عن المنهال بن عمروٍ، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس قال: هي النخلةُ.
وكذلك روى الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عبَّاس.
وروى معاوية بن صالح عن عليٍّ بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله جلَّ وعز: ﴿ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً﴾ قال: لا إله إلاَّ الله. ﴿كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ﴾ قال: المؤمن. ﴿أَصْلُهَا ثَابِتٌ﴾ لا إله إلاَّ الله ثابتٌ في قلب المؤمن.
﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ﴾ قال: الشِّركُ. ﴿كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ﴾ قال: المشرك. ﴿اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾ أي ليس للمشرك أصلٌ يعمل عليه.
وروى شُعيب بنُ الحَبْحَابِ عن أنس بن مالك ﴿كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ﴾ قال: النخلة، قال: والشجرةُ الخبيثة: الحنظلةُ.
{"ayah":"أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا كَلِمَةࣰ طَیِّبَةࣰ كَشَجَرَةࣲ طَیِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتࣱ وَفَرۡعُهَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ"}