وقوله جل وعز ﴿ رَبَّنَآ إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ﴾. وَلِيُضِلُّوا.
المعنى: فأصارهم ذلك إلى الضلال كما قال جلَّ وعزَّ ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنُ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً﴾ أي: فآل أمرهم إلى ذلك، وكأنهم فعلوا ذلك لهذا.
وبعضُ أهل اللغة يقول: لامُ الصيرورة، وهي لام "كَيْ" على الحقيقة.
وقوله جلَّ وعز ﴿رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ﴾.
قال قتادة: بَلَغَنَا أن أموالهم وزروعهم صارت حجارة.
قال مجاهد: أي أهلِكْهَا.
قال أبو جعفر: ومعروفٌ في اللغة أن يُقال: طَمَسَ الموضعُ: إذَا عَفَا وَدَرَسَ.
* ثم قال جل وعز ﴿وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ﴾.
قال مجاهد: أي بالضلالة.
وقال غيره: أي قسِّها.
والمعنى واحدٌ.
ثم قال عز وجل ﴿فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ﴾.
قال مجاهد: دعا عليهم.
قال أبو جعفر: وهذا لأنهم إذا رأوا العذاب لم ينفعهم الإِيمان، فقد دعا عليهم.
قال أبو إسحاق: قال أبو العباس: هو معطوف على قوله: ﴿رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ﴾.
{"ayah":"وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ ءَاتَیۡتَ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَأَهُۥ زِینَةࣰ وَأَمۡوَ ٰلࣰا فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا رَبَّنَا لِیُضِلُّوا۟ عَن سَبِیلِكَۖ رَبَّنَا ٱطۡمِسۡ عَلَىٰۤ أَمۡوَ ٰلِهِمۡ وَٱشۡدُدۡ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَلَا یُؤۡمِنُوا۟ حَتَّىٰ یَرَوُا۟ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِیمَ"}