قال تعالى: ﴿ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ﴾.
وهم على الهُدى، أي ثبِّتنا، كما تقولُ للقائم: قُمْ حتَّى أعودَ إليكَ، أي اثبت قائماً.
ومعنى ﴿ٱهْدِنَا﴾: أَرْشِدْنَا، وأصلُ هَدَى أرشد، ومنه: ﴿وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ﴾. ويكون هَدَى بمعنى: بَيَّن، كما قال تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾، ويكون هدى بمعنى أَلْهَمَ، كما قال تعالى: ﴿ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ﴾ أي ألهمه مصلحته.
وقيل: إتيانُ الأنثى.
ويكون هدى بمعنى دعا، كما قال: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ اي نبيٌّ يدعوهم.
وأصلُ هذا كله: أرشد، والمعنى: أرشدنا إلى الصراط المستقيم.
حدثنا محمد بنُ جعفر الأَنْبَاريُّ، قال: حدَّثني هاشم بن القاسِمِ الحَرَّانِيُّ، قال: حدَّثنا أبو إسحاق النَّحْويُّ عن حمزة بن حبيبٍ عن حُمْرَان بن أَعْيَنَ، عن أبي منصور بن أخي الحارث، عن الحارثِ عن علي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "الصِّرَاطُ المستقيمُ": كتابُ الله.
وروى مسْعَرٌ عن منصور عن أبي وائلٍ عن عبدالله في قوله تعالى: ﴿ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ﴾ قال: كتابُ الله.
وروى عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: هو الاسلام.
والصِّرَاطُ في اللغة: الطريقُ الواضحُ، وكتابُ الله بمنـزلةِ الطريق الواضح، وكذلك الإِسلام، وقال جرير:
أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَى صِرَاطٍ * إذا اعْوَجَّ المَوَارِدُ، مُسْتَقِيمِ
أَمِيرَ المُؤمِنِينَ جَمَعْتَ دِيناً * وَحِلْماً فَاضِلاً لِذَوِي الحُلُومِ
{"ayah":"ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ"}