الباحث القرآني
﴿أَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی یَنۡهَىٰ ٩ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰۤ ١٠﴾ الآيات - نزول الآيات
٨٤٠٩٨- عن أبي هريرة -من طريق أبي حازم- قال: قال أبو جهل: هل يُعفِّر محمد وجهه إلا بين أظهركم؟ قالوا: نعم. فقال: واللّاتِ والعُزّى، لَئِن رأيتُه يُصلِّي كذلك لَأَطَأَنّ على رقبته، ولأُعفِّرنّ وجهه في التراب. فأتى رسولَ الله ﷺ وهو يُصلّي ليطأ على رقبته، قال: فما فجئهم منه إلا وهو يَنكِص على عَقِبيه، ويتّقي بيديه، فقيل له: ما لك؟ قال: إنّ بيني وبينه خندقًا مِن نار، وهَوْلًا، وأجنحة. فقال رسول الله ﷺ: «لو دنا مني لاختطفتْه الملائكة عضوًا عضوًا». قال: وأنزل الله: ﴿كَلّا إنَّ الإنْسانَ لَيَطْغى أنْ رَآهُ اسْتَغْنى﴾ إلى آخر السورة[[أخرجه مسلم ٤/٢١٥٤ (٢٧٩٧)، وابن جرير ٢٤/٥٣٨، والثعلبي ١٠/٢٤٦.]]. (١٥/٥٢٩)
٨٤٠٩٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: كان النبيُّ ﷺ يُصلِّي، فجاء أبو جهل، فقال: ألم أنهك عن هذا؟! ألم أنهك عن هذا؟! فانصرف النبيُّ ﷺ، فزبَره[[زبره: انتهره وأغلظ له في القول. التاج (زبر).]]، فقال أبو جهل: إنك لتعلم أنّ ما بها رجل أكثر ناديًا مني. فأنزل الله: ﴿فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ﴾. قال ابن عباس: واللهِ، لو دعا ناديه لأخذتْه الزَّبانية[[أخرجه أحمد ٤/١٦٤-١٦٥، ٥/١٦٧ (٢٣٢١، ٣٠٤٤)، والترمذي (٣٣٤٩)، وابن جرير ٢٤/٥٣٧، والثعلبي ١٠/٢٤٦. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب». وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ١٣٩: «في الصحيح بعضه، ورجال أحمد رجال الصحيح».]]. (١٥/٥٢٧)
٨٤١٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق الوليد بن العيزار- قال: قال أبو جهل: لَئن عاد محمد يُصلِّي عند المقام لأقتلنّه. فأنزل الله: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ حتى بلغ هذه الآية: ﴿لَنَسْفَعًا بِالنّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ﴾. فجاء النبيَّ ﷺ يصلي، فقيل: ما يمنعك؟ فقال: قد اسوَدَّ ما بيني وبينه. قال ابن عباس: واللهِ، لو تحرّك لأخذتْه الملائكة والناس ينظرون إليه[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٣٩، والطبراني في الأوسط (٨٣٩٨). وعزاه السيوطي إلى أبي نعيم في الدلائل.]]. (١٥/٥٢٨)
٨٤١٠١- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿أرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْدًا إذا صَلّى﴾، قال: نزلت في عدوّ الله أبي جهل، وذلك أنه قال: لئن رأيتُ محمدًا يُصلِّي لأطأنّ على عنقه. فأنزل الله: ﴿أرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْدًا إذا صَلّى أرَأَيْتَ إنْ كانَ عَلى الهُدى أوْ أمَرَ بِالتَّقْوى﴾، قال: محمدًا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٨٤، وابن جرير ٢٤/٥٣٤-٥٣٥، وبنحوه من طريق سعيد. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/٥٣٠)
٨٤١٠٢- عن الربيع بن أنس -من طريق عيسى بن عبد الله اليمني- قال: كان رسول الله ﷺ يُصلِّي، فلما سجد جاءه أبو جهل، فوطئ عنقه؛ فأنزل الله فيه: ﴿أرأيت الذي ينهي عبدًا إذا صلى﴾ أبو جهل، ﴿أرأيت إن كان على الهدى﴾ محمدًا، ﴿أرأيت إن كذب وتولى﴾ أبو جهل، ﴿كلا لئن لم يتنه﴾ أبو جهل، ﴿سندع الزبانية﴾ قال: هم تسعة عشر؛ خزنة النار. فقال رسول الله ﷺ: «واللهِ، لئن عاد لتأخذنّه الزَّبانية». فانتهى، فلم يَعُد[[أخرجه ابن إسحاق في سيرته ص٢١٣.]]. (ز)
﴿أَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی یَنۡهَىٰ ٩ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰۤ ١٠﴾ - تفسير
٨٤١٠٣- عن العباس بن عبد المُطَّلب، قال: كنت يومًا في المسجد، فأقبل أبو جهل، فقال: إنّ لله عليّ إن رأيتُ محمدًا ساجدًا لَأطأنّ على رقبته. فخرجتُ على رسول الله ﷺ حتى دخلتُ عليه، فأخبرتُه بقول أبي جهل، فخرج غضبان حتى جاء المسجد، فعجل أن يدخل مِن الباب، فاقتحم الحائط، فقلتُ: هذا يوم شرٍّ. فأْتَزَرْتُ، ثم تبعتُه، فدخل رسول الله ﷺ يقرأ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، فلما بلغ شأن أبي جهل: ﴿كَلّا إنَّ الإنْسانَ لَيَطْغى﴾ قال إنسان لأبي جهل: يا أبا الحكم، هذا محمد. فقال: ألا ترون ما أرى؟! واللهِ، لقد سُدّ أُفُق السماء عليَّ. فلما بلغ رسول الله ﷺ آخر السورة سجد[[أخرجه البزار (١٣٢٤)، والطبراني في الأوسط (٨٦٩١)، والحاكم ٣/٣٢٥، وابن مردويه -كما في فتح الباري ٨/٧٢٤-، والبيهقي في الدلائل ٢/١٩١. وعزاه السيوطي إلى أبي نعيم. صححه الحاكم. وتعقب الذهبي الحاكم بقوله: «فيه عبد الله بن صالح، وليس بعمدة، وإسحاق بن أبي فروة، وهو متروك». وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٨/٢٢٧: «فيه إسحاق بن أبي فروة، وهو متروك».]]. (١٥/٥٢٨)
٨٤١٠٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: قال أبو جهل: لَئِن رأيتُ محمدًا يُصلِّي عند الكعبة لَأطأنّ عنقه. فبلغ النبيَّ ﷺ، فقال: «لو فعل لأخذتْه الملائكة عيانًا»[[أخرجه البخاري ٦/١٧٤-١٧٥ (٤٩٥٨) بدون لفظ: عيانًا، وعبد الرزاق ١/٢٨٠ (٩٠)، ٣/٤٤٣ (٣٦٥٦)، وابن جرير ٢٤/٥٣٩.]]. (١٥/٥٢٧)
٨٤١٠٥- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿أرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْدًا إذا صَلّى﴾، قال: أبو جهل بن هشام حين رمى رسول الله ﷺ بالسّلا[[السلا: الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد، يكون ذلك للناس والخيل والإبل. اللسان (سلى).]] على ظهره وهو ساجد لله ﷿[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٥٣٠)
٨٤١٠٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿أرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْدًا إذا صَلّى﴾، قال: أبو جهل نهى محمدًا إذا صَلّى[[تفسير مجاهد ص٧٣٩، وأخرجه الفريابي وعبد بن حميد -كما في تغليق التعليق ٤/٣٧٤-، وابن جرير ٢٤/٥٣٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٥٣٠)
٨٤١٠٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿أرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْدًا إذا صَلّى﴾، قال: قال أبو جهل: إن رأيتُ محمدًا يُصلِّي لَأطأنّ على عنقه. قال: وكان يُقال: لكلّ أُمّة فرعون، وفرعون هذه الأُمّة أبو جهل[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٨٤، وابن جرير ٢٤/٥٣٤.]]. (ز)
٨٤١٠٨- عن الربيع بن أنس -من طريق عيسى بن عبد الله اليمني- قال: ﴿أرأيت الذي ينهي عبدًا إذا صلى﴾ أبو جهل[[أخرجه ابن إسحاق في سيرته ص٢١٣.]]. (ز)
٨٤١٠٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْدًا إذا صَلّى﴾ ذلك أنّ النبي ﷺ فُرضتْ عليه الصلاة بمكة، فقال أبو جهل: لَئِن رأيتُ محمدًا يُصلِّي لَأضربنّ عنقه. فقال الله ﷿: ﴿أرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْدًا إذا صَلّى﴾، يعني: النبي ﷺ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٦٣.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.