﴿وَٱلسَّمَاۤءِ وَمَا بَنَىٰهَا ٥﴾ - تفسير
٨٣٤٦٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- في قوله: ﴿والسَّماءِ وما بَناها﴾، قال: الله بنى السماء(١). (١٥/٤٥٥)
٨٣٤٦٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿والسَّماءِ وما بَناها﴾، قال: الله بنى السماء والأرض(٢). (١٥/٤٥٧)
ذكر ابنُ عطية (٨/٦٢٨) في معنى: ﴿وما بَناها﴾ احتمالين: الأول: «أن تكون»ما«فيه بمعنى: الذي. قاله أبو عبيدة، أي: ومَن بناها. وهو قول الحسن، ومجاهد». ثم بقوله: «لأنّ»ما«تقع عامة لمن يعقل ولما لا يعقل، فيجيء القسَم بنفسه تعالى». والثاني: «أن تكون»ما«في جميع ذلك مصدرية. قاله قتادة، والمبرّد، والزّجّاج». ثم بقوله: «كأنه تعالى قال: والسماء وبُنْيانها».
و عليهما ابنُ كثير (١٤/٣٦٥) بأنهما متلازمان.
و ابنُ تيمية (٧/٢١) -مستندًا إلى الدلالة العقلية، والنظائر- أنّ «ما» في هذه الآية والآيتين بعدها اسم موصول على القول الصحيح، «والمعنى: وبانيها، وطاحيها، ومسوِّيها، ولما قال: ﴿قَدْ أفْلَحَ مَن زَكّاها وقَدْ خابَ مَن دَسّاها﴾ [الشمس:٩-١٠] أخبر بـ﴿مَن﴾ لأنّ المقصود الإخبار عن فلاح عينه، وإن كان فعله للتزكية والتدسية قد ذهب في الدنيا. فالقَسم هناك بالموصوف بحيث إنه إنما أقسم بهذا الموصوف والصفة لازمة، فإنه لا توجد مبنية إلا ببانيها، ولا مطحية إلا بطاحيها، ولا مسواة إلا بمسويها، وأمّا المرء المُزكِّي نفسه والمُدسِّيها فقد انقضى عمله في الدنيا، وفلاحه وخيبته في الآخرة ليسا مستلزمًا لذلك العمل. ونحو هذا قوله: ﴿وما خَلَقَ الذَّكَرَ والأُنْثى﴾ [الليل:٣]».
٨٣٤٦٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿والسَّماءِ وما بَناها﴾، قال: وما خَلَقها(٣). (١٥/٤٥٨)
٨٣٤٦٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والسَّماءِ وما بَناها﴾، يعني: وبالذي بناها(٤). (ز)
(١) أخرجه الحاكم ٢/٥٢٤.
(٢) تفسير مجاهد ص٧٣٢، وأخرجه الفريابي -كما في تغليق التعليق ٤/٣٦٩، ٥/١٩٠-، وعبد بن حميد -كما في فتح الباري ٦/٢٩٤-، وابن جرير ٢٤/٤٣٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٣٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧١١.